عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أرى أنه يلزم فى تلك المرحلة التى نعيشها أن يشغل أمر بناء الإنسان لدينا اهتماماً يماثل بل ويفوق الاهتمام بالبناء المادى، وعليه أسعدنى تأكيد الرئيس السيسى على مفهوم أن « بناء الإنسان عملية مجتمعية وليست حكومية«.. وإشارته إلى أننا نحتاج إلى تحرك قوى وفاعل فى مجالات بناء الشخصية المصرية كى نتطور بما يليق بمتطلبات العصر الحديث، وتـأكيده أنه سيضع بناء الإنسان على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة يقيناً منه بأن كنز أمتنا الحقيقى هو الإنسان والذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا بحيث يُعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بها... ».

معلوم أن التنمية المادية للدول تتم عادة بوتيرة وإيقاع أسرع من التنمية المعنوية للإنسان، لهذا تحدث الفجوة بين الجانب المادى والجانب المعنوى فى المجتمع، ومداواة هذه الفجوة لا تكون إلا بمراعاة تزامن تسيير التنمية المادية والمعنوية معاً.

عندما تقدم الدراما بكل أشكالها ويطرح الإعلام بكل وسائطه العديد من أنماط الشخصيات السلبية وتكاد معظمها تنتصر لسلوكياتها عبر استخدام تقنيات إبداعية مبهرة على الأقل من حيث الشكل وأن تؤكد من خلالها روعة البطل وحلاوة البطلة، فيكون نموذج البطل الأسطورة والبنت الحكاية التى توقع فى شباكها ويتنافس على رضاها أثرياء الوطن المحيط .. إلى غير ذلك من نماذج التفاهة والتدنى، يتأكد لنا فى النهاية مضامين رسائل مفادها أن الطيبة عبط والعدالة تحصل عليها بدراعك فى السريع.. تعلم عزيزى المشاهد ومارس كل فعل شرير حتى تجد لنفسك مكانًا على الأرض بين نماذج عتاولة السينما ونجوم التليفزيون وسحرة الإعلانات التجارية.

وعليه، أرى الاهتمام بدعم إنتاج الفنون وترقيتها فى مجال بناء الإنسان، فالفنان من المفروض أنه الإنسان الذى يسير دائمًا فى طريق خاص ذاتى كمبدع، بل وقد يكون الدرب المختلف والمغاير لحركة المجتمع إذا حكمت أهله عقلية القطيع التابع.

الفن لابد من أن يحمل علامات التميز والندرة وإعادة الخلق وتجدد البناء وحرية الهدم والتفجير لو تطلب الأمر ذلك.. الفن هو الصوت الحر المشحون بهموم الذات وإيقاعاتها اليومية.

ولعلى فى هذا الإطار أرفض ما ذهب إليه نقاد الزمن الغريب فى دعوتهم لإطلاق حرية غير المبدع الحقيقى وغير الموهوب بدعوى أن لهم جماهير حاشدة.. إنه زمن «أنيميا النقد» كما سبق تعريف حالهم  من قبل المفكر الرائع «سلامة موسى».. أرفض تأييدهم لحرية أمثال «حمو» و«شطة» وإطلاق ما يدعون أنه فن شعبى، فلو كنا قد قاومنا أداء «اللمبى» لما خسرنا ذلك الفنان المثقف الموهوب حتى ظل يكرر تفاهة الشخصية دون إبداع، ولو كنا قد قاومنا ضحالة موهبة «الأسطورة» لما أغرقنا بأغانٍ ودراما لا ينبغى تداول الكلام عنها إلا فى صفحات الحوادث... يا كتاب النقد الفنى.. يا أشاوس الدفاع عن مثل تلك النماذج يبدو أنكم فى احتياج لمعرفة يعنى إيه فن ومين هو الفنان؟.. ارحمونا!!!

[email protected]