رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى فاترينات العرب وعلى شاشاتهم التليفزيونية يتم عرض مختلف أنواع الدراما عبر نظم تداول تعتمد فى إنتاجها حسابات لم يعد للأسف من بين مواصفات عدد كبير منها الجودة والإتقان والحداثة ومطابقة المواصفات الفنية وإعطاء الأولوية للجانب الإبداعى والتلاحم مع واقع الناس وطموحاتهم لدفعهم لتحقيق طفرات تقدمية أو حتى تقديم جرعة ترفيهية خفيفة مقبولة .. بل دخل فى الحسابات مدى نجومية الممثل مهما بالغ فى أجره مادام يحقق مردودا ماديا عند البيع والتداول حتى لو كان ذلك على حساب ترويج دراما ضعيفة المستوى لمؤلفين متواضعى الموهبة يتم الضغط عليهم لإعداد توليفة تقليدية مرضية بأقل تكلفة.. فانتشرت الدراما التقليدية الساذجة لموضوعات تجاوز المجتمع قضاياها منذ الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى.. مثل صراع الطبقات، وحوادث فقدان الذاكرة وحقوق المرأة والتهكم على المهن المختلفة بصناعة حواديت درامية تتسم بثقل الظل والإهانة لأصحابها أو تكرار قصص معادة وتقليدية عن فساد رجال أعمال لا تقترب من أبعاد الواقع وأحداثه التى تجاوزت خطورتها كل ما يعرض على الشاشة.

كان لابد للدراما أن تكون فى مقدمة الوسائل التى تسهم فى إحياء مشروع تنويرى يبعث الحياة فى مفاهيم إصلاحية تدعم التوجه نحو حلم يساهم فى إعادة بناء الدولة والإنسان، وإحداث تقدم.. لابد من نبذ الدراما للمفاهيم الفولكلورية المتخلفة.. إنه لشيء معيب أن نناقش فى القرن 21 وأن يتخلل الدراما مشاهد تتناول أعمال السحر والدجل والشعوذة وتفسيرالأحلام، بل وتجعل منها منطلقات تحول وتأثير فى السياق الدرامى .. شيء معيب أن تعتمد الدراما على مفاهيم بالية تكرس الاتكالية والإيقاع الرتيب والصبر على المكاره والاعتماد على الصدف غير المنطقية.. بل واعتماد لغة المقهورين ذوى الطابع السلبى رغم أنها دراما موجهة لوطن لا تتجاوز أعمار 70 % من مواطنيه عمر الـ 35 عاما .. فهل هذه هى عناصر رسالة الدراما التى نوجهها لشبابنا ؟! ..

وهنا أسأل جهات الإشراف على قطاعات الدراما أين أنتم من دوركم فى تحريض شبابنا على إعمال العقل واعتماد قيم الانتماء والصدق الفنى، واحترام رؤى ونتائج العلم والبحث العلمى ورواده.. لقد كنا فى الستينيات نشكو من تعاظم الاهتمام بأصحاب الشهادات حتى انتشر تعبير احتجاجى من شرائح المجتمع المختلفة 'بلد شهادات صحيح' .. أما الآن فالدراما تنقل بفجاجة عن الواقع الاحتفاء بالطفيليين ومنتجى الوهم وأصحاب النجاحات الزائفة .

لقد لفت نظرى تقرير سابق للمجالس القومية المتخصصة كان قد حذر من انهيار الدراما وإشارته إلى بعض أسباب حدوث ذلك الانهيار:

عدم التنسيق بين قطاعات الإنتاج المختلفة وحالة الفصام الواضحة فى اختيار الموضوعات والنجوم، الأمر الذى يؤدى إلى التشابه والتكرار والوقوع فى نفس السلبيات.

هبوط مستوى التذوق لدى الجمهور نتيجة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى عصفت بالمجتمع .

تراجع دور الرقابة ولجان القراءة التى لا تملك الصلاحيات الكافية لفرض الأعمال التى تحمل قيمة فنية وفكرية وإشارة التقرير لوجود ظاهرة الاستثناءات التى تتسبب فى حجب مواهب كثيرة لا يجد أصحابها فرصة للظهور .

 

[email protected]