رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فكرة

استبقت هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية، حملة الأوهام التى أخذت جماعة الإخوان تروج لها هى وأنصارها، وكأن الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطى «بايدن» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، هو إعلان بعودة الروح إليها، بتأكيدها فى بيان لها أن الجماعة تنظيم إرهابى، مخالف لمنهج الإسلام، وأنها «تتستر بالدين لتمارس ما يخالفه  من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب. «لم تتوقف الهيئة عند توصيف الجماعة بأنها إرهابية،  بل حذرت من الانتماء إليها،  أو التعاطف معها». 

وأعقاب فوز بايدن، بادرت جماعة الإخوان بإصدار بيان ينطوى على كلمات مخادعة،  لم تكن معروفة من قبل فى قاموسها منذ نشأتها قبل أكثر من تسعين عاما،  تتمنى فيه لبايدن والشعب الأمريكى العيش الكريم «فى ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وهى المبادئ التى غابت عن ممارستها الفاشية أثناء عام دموى بغيض من حكمها فى مصر.  

البيان جزء من محاولات لم تتوقف للجماعة منذ سقوطها المدوى فى مصر قبل سبع سنوات، لإقناع حلفائها فى الولايات المتحدة والدول الغربية بأنها جماعة سياسية ديمقراطية،  تتبنى الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان. لكن محاولة الإقناع لم تصمد طويلا أمام  الكشف عن الهدف الفوضوى  الرئيسى  للبيان،  الذى يدعو فيه الإدارة الأمريكية الجديدة لمراجعة ما سماه «دعم ومساندة الديكتاتوريات وما ترتكبه الانظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهكات فى حق الشعوب». وليس سرا أن تلك دعوة لتدخل أمريكى مرتجى، لتغيير أنظمة الحكم فى المنطقة،  وفى القلب منها مصر والمملكة العربية السعودية، لكى تستعيد الجماعة وضعها الذى كان قبل 30 يونيو 2013! 

العالم تغير،  وباتت أجزاء أوروبية من دوله على قناعة أن  خطوات مكافحة الإرهاب الذى يلتحف برايات دينيية، تبدأ باقتلاع الجماعة من جذورها  وتجفيف مواردها،   ومحاصرة منابر انتشارها، بعد أن خرج من رحمها القاعدة وداعش أكثر التنظيمات  المتطرفة عنفا ودموية،  فضلا عن اساءتها  للدين الإسلامى. لكن الجماعة لاتزال رغم ذلك التغير،   ثابتة عند  بعض الهلاوس المتسلطة،   وهى نوع من أمراض الاضطراب العقلى والعصبى،  التى تقود صاحبها للتمسك بفكرة وهمية لا أقدام لها فى أرض الواقع، وهى هنا  حلم العودة إلى ما كانت عليه الجماعة فى 28يناير 2011،   وهو أضغاث أحلام، حتى لو استجابت إدارة بايدن  للدعوة لتلك المراجعة، لأن المعركة مع الجماعة وإرهابها لم تعد تقتصر على أنظمة الحكم،  بل  أمست معركة مع شعوب المنطقة . 

تخطو السعودية خطى حثيثة نحو تصحيح أخطاء الماضى،  وترسل ببيان هيئة العلماء، برسالة لكل من يعنيه الأمر فى واشنطن أو غيرها من عواصم الدنيا،  تتضمن التنويه أن  تلك الأخطاء كانت عربية غربية مشتركة،  فإذا كانت المملكة تقوم بدورها فى تلاشى تكرارها، فإن الغرب مطالب بدوره فى وقف الدعم والملاذات الآمنة التى يمنحها لتلك الجماعة التى باتت مصنفة تنظيما إرهابيا بحكم القانون فى السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية. 

تكتسب الخطوة السعودية أهميتها من المكانة الدينية الرفيعة التى  تحظى بها المملكة، ومن العلاقات  التاريخية الوثيقة مع المؤسسات الأمريكية فى معظم الرئاسات  الديمقراطية والجمهورية. ولكى نجنى  نحن العرب ثمار تلك الخطوة،   من المهم أن يبدأ تعاون مصرى سعودى،   لتقديم ملف موثق بجرائم جماعة الإخوان فى المنطقة وخارجها إلى الإدارة الأمريكية الجديدة،  حتى لا يقول بايدن  فيما بعد،  لم أكن أعلم!