رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عرفت الإنسانية الحاكم الإله.. مع صولجان الحكم، ومع السلطة.. فلم يحاول زعيم قبيلة أو كبير عائلة أن يجعل من نفسه إلها للسيطرة على القبيلة أو العائلة، ولكن الملوك والقياصرة والسلاطين جعلوا من أنفسهم آلهة للسيطرة على الشعوب أو على الإمبراطورية أو الدولة!

ولما جاء الإسلام لم يكن الحاكم الإله، أو الذي يحكم بأمر الله، أمراً جديداً على الحكام المسلمين، فقد سبقهم إليه العشرات من الحكام، في كل الحضارات التي كانت قبل الإسلام، وكان فيها الإله هو الحاكم والحاكم هو الإله.. كما أن الفكرة كانت موجودة في تراثهم الديني من المسيحية، التي كانت منتشرة في أجزاء كبيرة في الجزيرة العربية، وقد تجسدت للكثير منهم في رحلات الشتاء والصيف التجارية ما بين الشام واليمن، وكانت المسيحية قد وصلت العلاقة فيها بين الإله والحاكم الى قمتها، حيث خلطوا بين الناسوت (الإنسان الكامل) وبين اللاهوت (الإله الكامل) في شخصية واحدة هي السيد المسيح عليه السلام وفيها اختلط الإله بالإنسان.. ونظرية الناسوت واللاهوت لا مصادر ثابتة عنها في الإنجيل بل هي عبارة عن فلسفة يونانية وضعها الكهنة الرومان فبعضهم يؤمن أن عيسى عليه السلام هو ابن الله، والبعض يقول إنه الله وتجسد في صورة إنسان.. وشيئاً فشيئاً، ومع تراجع وتدنى المستوى الفكري والثقافي للمجتمعات، وخصوصاً في الجزيرة العربية جسدوا الإله في صورة شجرة أو أنثى أو أنثى داخل شجرة مثل «العزى»، أو في صورة «اللات» وقيل إنه عبارة عن صخرة، وكذلك قيل إنه رجل كان يجلس على صخرة اسمها «لات» وقيل أيضاً إنه رجل دخل في الصخرة لما مات.

أما «مناة» قيل إنها ابنة العزى وأخت اللات، وعرفت بأنها إلهة المنايا والعطايا، وكان اسمها عند البابليين «مناتا»، وعند العبرانيين «منا» وجمعها مانوت.. وكان العرب يحجون إلي «مناة» ويلبون بقولهم: «لبيك اللهم لبيك، لولا أن بكراً دونك، يَبُرُّكَ الناس ويهجرونك، وما زال حج عثج (جماعة) يأتونك، إنا على عدوائهم من دونك».. وكانوا يذبحون عندها حتى إن بعضهم قال إنها سُمّيت بمناة لأن الدماء «تُمنى» عندها. وكانت مناة معظمة عند الأوس والخزرج بصفة خاصة وكل من كان مواليا لهاتين القبيلتين من القبائل، فكانوا (أي الأوس والخزرج) إذا قضوا حجهم وأتموا جميع المناسك لا يحلقون رؤوسهم حتى يصلوا عندها، فيحلقوا ويقيموا عندها وبذلك يرون أن حجهم قد تم. (يقال إن أصح ما روي عن اللات هو ما رواه البخاري في صحيحه وفي يسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد).

وجاء الإسلام، كثورة، دينية وسياسية واجتماعية، ضد كل من يعبد إنساناً أو صنماً أو شجرة من دون الله.. وكان القرآن الكريم صريحاً وواضحاً في ذلك عندما أوحى الله تعالى برسالة الدين الجديد إلى رجل عادى من عوام الناس.. ليس سيد قومه أو زعيم قبيلة، ولا من الأغنياء بل يتيم ولا يعرف القراءة والكتابة: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف 110).

ولذلك لم تشهد أيام النبي محمد عليه الصلاة والسلام محاولة واحدة لتشبيهه بالله أو جعله إلهاً.. إلا عندما توفاه الله، فقد اضطرب من هول الصدمة أقرب أصحابه وهو عمر بن الخطاب ووقف في المسجد يقول‏:‏ إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسي بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل‏:‏ قد مات‏.‏ والله، ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.. ولكن الصديق أبوبكر عندما خرج على المسلمين لإعلان وفاة الرسول قال، «من كان يعبد محمداً.. فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت».. فوضع حداً لأى تصور يجعل من الرسول فوق البشر ولا يموت مثلهم.. إلا أن الخلاف الذي جرى بين الأنصار والمهاجرين في اختيار خليفة رسول الله في السقيفة لم يكن خلافاً دينياً باسم السلطة، ولكنه كان خلافاً على السلطة بسم الدين!.

من الشارع:

الكثير من الأصدقاء الخليجيين يرغبون في قضاء عطلة الصيف في مصر، لأنها الأفضل بالنسبة للعائلات، وأيضاً لاستقرارها وأمنها مؤخراً.. ولكن لهم بعض الطلبات البسيطة والشكاوى.. ألا تضيع حقائبهم من على السير في المطار بسبب هؤلاء الشباب الذين يلتفون حولهم لإحضار حقائبهم من الداخل وقبل وصولها للسير، وكذلك توفير تاكسي نظيف مكيف بعداد يقف بالدور أمام بوابة صالة الوصول.. مثلما هو موجود في بلادهم وفى كل دول العالم بدون «حمد الله على السلامة يا باشا.. على فين يا باشا.. تدفع كام يا باشا.. كل سنة وأنت طيب يا باشا» وشغل الشحاتة المعروف.. فهل هذه مطالب مستحيلة لإنقاذ السياحة في دولة تعتمد بشكل أساسي على عوائد السياحة؟!

 

 

[email protected]