رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انشغل العالم كله  فى نهاية الاسبوع بالانتخابات الأمريكية بين الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو  بايدن.. فى كل مرة يهتم المختصون بهذه الانتخابات وكذلك المهتمون بالسياسة لكن هذه المرة الانتخابات شدت الشباب وخصوصا المتفاعلين على مواقع السوشيال ميديا.. وتحولت الى مادة  للسخرية كعادة المصريين.

وهذه الانتخابات وما صحابها  من اتهامات بالتزوير  والتلاعب من المرشح الجمهورى ترامب  الذى هومازال رئيس الولايات المتحدة الامريكية  سوف تكون لها آثار سلبية على صورة بلاده  التى تدعى انها  حامية الديمقراطيه فى العالم  ولا تجد اى مسئول امريكى يتحدث فى وسائل الاعلام الا عن القيم الامريكية والتقاليد الديمقراطية وكأنها  دولة لها الاف السنين. 

فهذه الاتهامات  كشف عيوبا كبيرة فى المجتمع الامريكى والأجهزه الامريكية تتمثل فى ان تزوير الانتخابات  له ارث تاريخى كبير فى الولايات المتحدة وان اغلب  الانتخابات كان بها تلاعب وتزوير الا ان الآلة الاعلامية  والقضاء الامريكى المسيس   وراء اخفاء هذا العيب القاتل الا ان ترامب فضح كل هذا  بالهجوم العنيف على  القائمين على العملية الانتخابية  فى بلاده.

وحتى المحكمة العليا  الامريكية تحولت الى مقر للصراع الحزبى لان الاغلبية من  قضاتها منتمون الى الحزب الجمهورى والاقلية للحزب الديمقراطى والانتماء السياسى للقاضى يفقده الحيدة والنزاهة وفق المعايير الدولية لاستقلال القضاء وهو نفس الامر الذى ينطبق على القضاة فى كل محاكم الولايات الامريكية من غربها الى شرقها  اى ان الانتخابات فضحت الادعاء بأن القضاء الامريكى مستقل ومن اجل هذا يحاول ترامب  ان يصل بطعونه الانتخابية الى المحكمة العليا  لانه يضمن انها ستصدر  احكاما لصالحه خاصة بعد رفض محاكم بعض الولايات طعونه.

والشىء المهم ان صورة الولايات المتحدة الامريكية كحامية لحقوق الانسان  سقطت وانهارت مع الانسحابات الامريكية من الهيئات الدولية لحماية حقوق الانسان وعلى رأسها المجلس الدولى لحقوق الانسان ومنظمة اليونسكو واخيرا منظمة الصحة العالمية بجانب عدد من اللجان الاممية المختلفة وكانت الولايات المتحدة لها ثقل كبير فى هذه المنظمات  وانسحابها  والتخلى عن التزاماتها الدولية فى مجال حقوق الانسان  يجعلها تمتنع  عن نقد  اوضاع حقوق الانسان فى اى بلد  اخر ولا يحق لها ان تطرح  هذه المسألة مع اى مسئول من اى دولة.

 وكشفت الانتخابات  ان الشعب الامريكى ليس هو الشعب المثالى  فأحداث الشغب التى صاحبت  الانتخابات  والاجراءات الامنية التى اتخذتها  المحلات التجارية فى عدد من الولايات والتهديد بانتشار العنف واتهام اطراف منها احزاب اليسار او الجماعات الفوضوية او انصار المرشحين بأنها وراء التهديد بالعنف يؤكد انه شعب ليس لديه ثقافة  قبول الهزيمة وهى سمة اساسية وعنصر مهم فى الديمقراطية.

 فالانتخابات الامريكية كشفت عورات  كانت الميديا الامريكية وراء اخفائها وتصدر لنا  صورة الدولة الاكثر ديمقراطية  فى العالم وفضحت  ممارسات كانت تحدث فى انتخابات  دول العالم الثالث وذكرتنا بالانتخابات التى كانت تجرى فى الثمانينيات والتسعينيات، فلاول مرة فى فى الولايات المتحدة تصدر تصريحات  بأن المتوفين  ادلوا باصواتهم فى الانتخابات ولأول مرة نجد رئيس الجمهورية يعلن عن وصول صناديق غامضة تصل الى مقار الفرز  وهو ما كان يقوم به الحزب الوطنى المنحل فى مصر وكان يسمونها صناديق الانقاذ!!

والغريب ان  منظمات مراقبة الانتخابات المحلية وهى المنظمات التى صدعت رأسنا  بمراقبة الانتخابات فى دول العالم واقصد هنا مركز كارتر والمعهد الديمقراطى والمعهد الجمهورى واتحاد  منظمات الحقوق المدنية وغيرها  من المنظمات  لم تصدر اى بيان حول ما يحدث فى بلادهم  بل التزموا الصمت  طوال الايام الماضية. 

وسوف تكشف لنا الايام القادمة مفاجآت اخرى فى الانتخابات الامريكية والاساليب الخفية التى استخدمها كل طرف  فى التلاعب فى نتائج الانتخابات وسوف نكتشف ان الديمقراطية الامريكية  مجرد  شو اعلامى اما فى الحقيقة فهى انتخابات  تفتقر الى أبسط قواعد الانتخابات الحرة  النزيهة.