رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

من الطبيعى أن يحبس العالم أنفاسه، انتظارا لحسم السباق الانتخابى نحو البيت الأبيض بين المرشح الجمهورى «دونالد ترامب» والمرشح الديمقراطى «جو بايدن» لما لنتائجه من تأثيرات مؤكدة على اقتصاد العالم وأسواقه وبورصاته، فضلا عن التأثير السياسى الذى يفضى إلى تغير ما  فى خريطة التحالفات الأمريكية على مدار ثمانى سنوات من الحكم . 

لكن اللافت للنظر هو هذا الاهتمام  الجنونى فى منطقتنا العربية بمتابعة هذا السباق الانتخابى لحظة بلحظة، وكأنه يجرى فى بلادنا، سواء كان ذلك  فى وسائل الإعلام العربية، أو على شبكات التواصل الاجتماعى، أو حتى فى اللقاءت الاجتماعية، التى اختارت،  كما يحدث  فى كل انتخابات أمريكية، أحد المرشحين لتدعمه، وتعلق عليه آمالا فى تحقيق ما لم يتحقق من سابقيه ممن اعتلوا البيت الأبيض، وهو ما لم يحدث سابقا.  

خبرت دول المنطقة العربية «دونالد ترامب» طوال السنوات الأربع الماضية، وتعلقت معظمها بأمل إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة للمرة الثانية استنادا إلى تلك الخبرة .فقد هدم ترامب إرث «أوباما» المخادع الذى ابتلى المنطقة بدعم ما سمى الربيع العربى، وهو فى الحقيقة يسلم دولها لتيار الإسلام السياسى  السياسى وجماعة الإخوان، بعد أن تغلغلت عناصرالجماعة إلى مواقع صنع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية، وسيطر أنصارها على مراكز بحوث ذائعة الصيت ومنظمات  حقوقية، وأخرى لاستطلاعات الرأى العام، فاحتشد كل هؤلاء لتقديم  رؤية زائفة للغرب الأوروبى والأمريكى، عن جماعة الإخوان المعتدلة، التى يمكن الاستعانة بها فى مكافحة المنظمات الدينية الإرهابية المتشددة. وربما كان ذلك وراء عجز ترامب عن أن يستصدر قرارا بوضع جماعة الإخوان فى قائمة المنظمات الإرهابية.  

وكانت  الآمال الهائلة  قد عُقدت  هنا على أولى زياراته الخارجية عقب فوزه فى فترته الأولى، إلى المملكة العربية السعودية، ومشاركته فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية  فى الرياض، والتى تعهد فيها بالتعاون مع تلك الدول فى القضاء على التطرف، وقمع قوى الإرهاب، وهو ما شجع مصر والسعودية ودولة الامارات العربية على اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، والمضى قدما فى التخلص، خطوة بعد أخرى، من خلاياها النائمة، ومحاصرة مشروعها الإرهابى والفوضوى.  

استقبلت بعض الدول العربية، لاسيما الخليجية منها، انسحاب  ترامب  من الاتفاق النووى مع إيران، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، بترحيب بالغ، وعدت ذلك تطويقا لسياسة إيران العدوانية، التى تغولت على دول المنطقة، وتباهى بعض قادتها بأنها باتت تتحكم فى أربع دول عربية هى العراق وسوريا ولبنان واليمن، فضلا عن حماس الفلسطينية! 

ودعما لإعادة انتخابه، أقدمت ثلاث دول عربية تحت رعايته،على إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد أن نجح ترامب، فضلا عن خيبات عربية وفلسطينية متكررة، بجانب الفوضى التى أصبحت إيران تنشرها فى المنطقة، سعيا  وراء وهم إحياء مشروعها الإمبراطورى الغابر، فى أن يجعل العدو الرئيسى لدول  المنطقة هو إيران لا إسرائيل، التى منحها القدس عاصمة لها، وتأييدا لضم الجولان، وكما كل الإدارات الأمريكية السابقة دعم  تفوقها العسكرى بأحدث الأسلحة! 

وسواء كان الرئيس الأمريكى القادم هو ترامب أو بايدن، فإن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع العودة لما  قبل ترامب، كما أن المنطقة العربية قد تغيرت  وازداد وعى شعوبها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية، ولم يعد بوسع بايدن إذا فاز  أن يكرر أخطاء أوباما بنشر «الفوضى الخلاقة»، حتى لو غازل  تيار الإسلام السياسى  لهدف انتخابى، بقوله بالعربية فى المناظرة الأولى «إن شاء الله».

ولن يكون بوسع الفائز بالبيت الأبيض  كذلك، ان يتجاهل الاحتشاد الأوروبى ضد تيار الإسلام السياسى بكل فصائله، بعد موجة الإرهاب البشعة التى تجتاح دوله. وحين تقوم دول المنطقة بواجبها فى الحفاظ على مصالحها أولا، فليأتِ بعد ذلك من يأتى رئيسا للولايات المتحدة.