عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

اقبال كبير من الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية 2020 لاختيار رئيسهم القادم بمعدلات تفوق آخرانتخابات عام 2016 ، والروس منشغلون باستعادة مجد امبراطوريتهم بمفاهيم غير ايديولوجيه ، والصينيون يوسعون الفارق بينهم وبين الجميع بضخامة الانتاج وتنوعه وبالاستحواذ على الكعكة الكبرى بالأسواق العالمية ، والاوربيون رغم مايواجههم من ازمات إلا أنهم واعون للحفاظ على حد معقول من السيطره والسياده والنفوذ في كل مكان بالعالم ، واليابانيون ومن خلفهم مجموعة تجارب اسيويه خرجت من المعطف الياباني – كلهم – يتقدمون نحو المستقبل بثقة ويخلخلون الخرائط الاستراتيجيه بالعالم ويغرون القوى الطامعه على نقل خيمات مطامعها وقوافل مصالحها لأقصى الشرق حيث تميل كفة المغانم وشهوة التنافس.

 وفي العالم العربي تبدو الصوره مغايره لكل ما يحدث خارج حدوده – أو بالأحرى كهوفه -  حيث لا انتخابات حقيقية ، ولا اقتصاديات واعده ، ولا حقوق انسان ولا حيوان ،  ولا رؤى استراتيجيه تقرأ المستقبل وتتجه إليه بالعلم والعمل والارادات الصلبه .. الانجاز الوحيد الذي يتفاخر به بعض العرب " المستعربه " الآن هو التطبيع مع اسرائيل ، لأنه تحقق لهم بعد طول شوق وتضرع إلى المولى العلي القدير أن "يحنن" عليهم قلب نيتانياهو  ويقبل عضويتهم في نادي التائبين النادمين على سنوات العروبه الضائعه .. في مصر لنا شأن آخر .

 نعم هناك يد تبني ويد تحمل السلاح ولكن هناك أياد  تهدم  بلا رحمه وبلا رقيب وكأن كل محرم لها مباح .. التركيبه الطبقيه المصريه ظلت لعقود يحددها العامل الاقتصادي الذي حدد الطبقات بقدر ما تملك .. لم تكن الثروه كعامل محدد للطبقات لها جبروت آخر يقسم ويفتت ويميز ، والمؤسف اليوم أن الواقع تغير كثيرا ولعب رأس المال دورا شديد القبح في تحديد درجة ونوع العلاقة بين من يملك ومن لايملك .. كان من الممكن ألا يثير الأمر مخاوف لو أن الدولة بمختلف مؤسساتها واعية لردع  توحش رأس المال وتغوله على  البعد الاجتماعي وتشويهه للخارطة المجتمعيه  .

 الذي حدث أن الدولة لم تقف فقط موقف المتفرج أمام مايحدث من تفتيت لما تبقى من المنظومات القيميه للمجتمع ولكنها شاركت منذ مطلع السبعينيات وحتى اليوم في تعميق هذا التشوه وتحول الخدوش إلى جروح والجروح الى دمامل تتورم  بما تحمله من متناقضات وتوشك على الانفجار الطبيعي دون أي تدخل جراحي باسم ثوره او انتفاضة .. هنا مكمن الخطر ، لأن الحركات الشعبية التي تثور على أي وضع قائم قد تتجه لذلك قبل نضج الأفكار والأوجاع ، وقد تفترس براءتها جماعات أدمنت السطو السياسي مثلما حدث لثورة يناير 2011 على يد تيارات دينية وتحديدا جماعة الاخوان والتيار السلفي الجهادي .

أما الأوجاع  السياسية التي تبدأ خدوشا وتنتهي إلى دمامل فخطورتها أن انفجارها يعني حدوث نوع من التحلل أو التسمم الذاتي أو الفشل المجتمعي العام الذي ينهك الحالة العامة ويضعها على حافة هاوية ، وقد يدفعها للسقوط اللاإرادي.. من يتأمل الحوادث الفرديه التي تتكرر كل يوم وتثير حفيظة الناس سيجد أن العامل المشترك بينها طبقى أو مذهبي . خطورة هذا الأمر أن قسوة الأحوال الاقتصاديه تزيد من وتيرة تداعياته الصعبه وترفع من سقف القلق العام والشعور الجماعي بعدم الرضا ورفض الأمر الواقع .

 وبشكل عام فإنه يبقي من المؤكد أن العالم الذي يصارع وباء الكورونا سيخرج من هذه المواجهه أكثر انكشافا أمام نفسه وأمام حقيقة أنه مصاب بما هو أخطر من فيروس كورونا .. العالم مصاب بجلطة اقتصاديه وأخلاقيه ، وفقر دم مرعب في الأصول والقواعد المنظمه للحياه والتي لقى معظمها مصرعه تحت عجلات قطار التجارة الحره وعلى أبواب صناديق الإفقار العالميه ..