رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

من المعروف أن مدينة 6 اكتوبر درة المدن الجديدة التى أنشأها المهندس الهمام حسب الله الكفراوى وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق من أغنى المدن المصرية وأكبرها، وقد حصلت فى فترة سابقة من حياتها على استقلالها وأصبحت محافظة مستقله أدارها المغفور له د. فتحى سعد. وكم كان هذا قرارا موفقا، حيث كانت بمواردها الغنية وبالاستثمارات الضخمة التى تتمتع بها من خلال عشرات بل مئات الشركات والمصانع العالمية الكبرى ومن خلال هذا الكم الكبير من الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد العليا الموجودة بها، كانت قادرة على أن تصبح درة التاج فى المدن المصرية جمالا ورونفا وفخامة! لكن مع شديد الأسف تم التراجع عن قرار الاستقلال وأعيدت إلى محافظة الجيزة المترامية الأطراف والمليئة بالمناطق غير الحضرية الفقيرة والعشوائية فاكتسبت بالطبع بعض سمات المراكز التابعة لهذه المحافظة العريقة المليئة هى الأخرى بكل الامكانيات التى تجعلها درة محافظات مصر ويكفى ما تملكه من آثار مصر ودرتها الأهرامات الثلاثة وأبو الهول وهما من عجائب الدنيا السبع!!

مرة أخرى وثالثة ورابعة وخامسة أعود لأقول إن المشكلة الحقيقية التى تعوق تقدم التنمية المستدامة فى محافظات ومدن مصر هى غياب الادارة المحلية الرشيدة والكفء والقادرة على اتخاذ القرار الصحيح واستثمار الامكانات المتاحة خير استثمار والمتابعة الدقيقة والمخلصة لانفاذ القرارات ودوام الاشراف على تلك المتابعة لاستمرارية الأداء الفعال لكل الأجهزة المعنية بالخدمات والمشروعات وصيانة ما يحتاج لصيانة.. الخ.

منذ أربع سنوات تقريبا أصبحت من قاطنى هذه المدينة التى قال عنها القائلون ما قالوا مدحا ووعدوا بأن تكون قبلة كل من أراد السكن النظيف والخدمات الراقية والهدوء الذى أتاحه التباعد بين المناطق الاستثمارية والمشروعات الصناعية وبين المناطق السكنية، ويا للمفاجأة فقد وجدت ما بها من اهمال المحليات ما وجدت، فالتخطيط العمرانى الواعى والدقيق قد خربه الاهمال، فتحولت المساحات التى كانت مخصصة للحدائق والمتنزهات وهى موجودة فى كل الأحياء، تحولت إلى «خرابات» تسكنها الكلاب الضالة وأصبحت مقالب للزبالة ومخلفات البناء. والهدوء الذى كان سمة المدينة البعيدة عن الزحام تحول إلى صخب من كثرة أصوات المنادين على «الروبابكيا»، والباعة الجائلون الذين يبيعون على موتوسيكلاتهم وعربات الكارو ما رخص ثمنه وزاد تلوثه من تراب الشارع، فضلا عن أصوات «التكاتك» وسائقيها من الأطفال وما يسمعونه من أغان فجة وأصوات كريهة محشرجة، أصبح كل ذلك يقلق مضاجع السكان وكأنهم يعيشون فى أفظع منطقة عشوائية.

والحقيقة.. إنه من الواضح أن الدولة لا تبخل بانشاء المشروعات الخدمية ولا بتخصيص الميزانيات لاصلاح الطرق وتحسين وصيانة كل شىء، لكن السادة المسئولين عن المدينة وأحيائها لا يرون فى المدينة الا الشوارع الرئيسية ومداخل المدينة ومن ثم لا يمر يوم إلا وتجد أعمالا للتجديد واعادة الرصف وتبليط وتزيين هذه الشوارع والمداخل، وبالطبع يحس زوار المدينة من كبار المسئولين أن المدينة تتطور ويتجدد شبابها، بينما لو تجولوا داخل الأحياء ودخلوا الشوارع الجانبية لوجدوا أنها على حالها منذ انشاء المدينة وأن شوارعها التى كانت مرصوفة يوما لم تعد كذلك وأن مطباتها تكاد تفتك بأى سائر فيها ليلا أو نهارا.

أيها السادة المسئولون عن مدينتنا التى كانت مدينة وتحولت فى أحيائها الداخلية إلى قرى غير نظيفة وعير مرصوفة وغير آمنة! أين أنتم وماذا تفعلون بحق وكيف يغيب عنكم كل ما يعانى منه سكان الأحياء.