عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

لن يمر حادث الذبح الإرهابى والقتل لسيدتين  ورجل  فى كنيسة نوتردام فى مدينة نيس الفرنسية من قبل شاب من أصول تونسية،  بعد 13 يوما فقط من ذبح مسلم من أصول شيشانية المدرس الفرنسى،  دون أن يأخذ فى طريقه ضحايا آخرين،  فى مقدمتهم  الحريات الديمقراطية الممنوحة لنحو 15 مليون مسلم يعيشون فى الدول الأوروبية، بينهم 6 ملايين يعيشون فى فرنسا، الإسلامية.  

وكما وكما هو متوقع، تستعد فرنسا إلى فرض إجراءات اسثنائية تمنح السلطات الأمنية سرعة التصرف لمجرد الاشتباه فى الأفراد، قبل اللجوء إلى الهيئات القضائية. فى هذا السياق أغلقت السلطات الفرنسية عشرات الجمعيات والمدراس والمساجد التى تمولها دول عربية وإقليمية، للاشتباه فى  استغلالها كمنابر لنشر الأفكار الدينية المتطرفة، والتشجيع على بناء مجتمعات مغلقة. وتلك  خطوة أولى ولن تكون الأخيرة، فى المواجهة الفرنسية لتيار الإسلام السياسى بكل فصائله،  فى إطار الحملة للتصدى للإرهاب،  التى باتت فرنسا أكثر الساحات الأوروبية استهدافا منه،  وحتى يتم الفصل بين حرية ممارسة الشعائر الدينية، المكفولة فى فرنسا لكل الديانات، وبين العمل السياسى فى تنظيمات دينية تزعم العمل فى المجالات الخيرية والدعوية! 

كثيرون فى الداخل الفرنسى ربطوا بين حادثة كنيسة «نوتردام» وبين التصريحات التحريضية  للرئيس التركى أردوغان، ضد فرنسا ورئيسها،  ودعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية،  لما سماه دفاعا عن الإسلام ضد الرسوم المسيئة،  رافعا شعار «لأجل رسول الله». وتبنت أبواق أردوغان الإعلامية ومرتزقته الحملة   على «ماكرون» والعلمانية الفرنسية، والترويج لمقاطعة البضائع الفرنسية. 

 يريدون إقناعنا  أن تلك الحملات هى لأجل الإسلام،  فيما هى حيلة انتهازية  فاضحة للرئيس التركى،  يوظف فيها الدين لخدمة مشروعه السياسى  الوهمى  المسمى  بالعثمانية الجديدة، الذى يروج له كل تيار الإسلام السياسى، وفى القلب منه جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، هذا فضلا عن تصفية الحسابات مع الدولة الفرنسية،  التى تناصبه العداء فى مغامراته فى البحر المتوسط  وسوريا وليبيا وأرمينيا،ب الإضافة للتمويه على مشاكله الداخلية، بعد أن زج بمئات الآلاف من معارضى سياساته فى  السجون، وانهيار  الاقتصاد التركى وتراجع عملته أمام النقد الأجنبى، وضعف الاستثثمار فى السوق المحلى وزيادة أعداد العاطلين عن العمل وعجز فى ميزان المدفوعات، وفتح البلاد كساحة لغسيل الأموال الإيرانية، ما وضعه فى مواجهة كذلك مع الإدارة الأمريكية! 

جاءات دعوة أردوغان لمقاطعة البضائع الفرنسية لإنقاذه من فشله المتكرر على المستويين الداخلى والخارجى،  ومحاولة للالتفاف على الدعوة التى انطلقت فى المنطقة لمقاطعة البضائع التركية  ردا على دعمه  للتنظيمات الإرهابية  التى لاتزال تستهدف دولها بالتدمير والذبح والقتل،  وهى تهتف باسم الله وترفع على أسنة الرماح كتابه الكريم . واكتسبت تلك الدعوة فاعليتها بعد قيادة المملكة السعودية الحملة لمقاطعة المنتجات التركية،  وبدأت أسواقها فى وضعها موضع التنفيذ. 

لم نعد نصدق من يسعون بدأب  للترويج بأن  من يحملون السكاكين ويرفعون السيوف ويكدسون الأحزمة الناسفة للنحر والقتل وتدمير المدن وتفجير التراث الحضارى الإنسانى، والسعى للقضاء على الدولة الوطنية، هم غير داعش والقاعدة وجبهة النصرة وجماعة الإخوان. فكلهم دواعش بأشكال مختلفة يتبنون تأويلات فقهية مهجورة تبرر لهم أنهار الدماء التى تراق! 

لم تعد الدعوة إلى تجديد الفكر الدينى مسألة ترف نرددها كلما جدت مناسبة، بل غدت ضرورة حياة لأوطاننا، ليس فقط تحسبا لاحتمال عودة الجاليات الإسلامية المهاجرة إلى بلدانها، فى حال تشددت ظروف إقامتها فى الغرب، ولكنها أيضا منهج مواجهة،  كما شرح  الرئيس السيسى  فى خطاب المولد النبوى: إنها قضية الوعى الرشيد والفهم الصحيح للدين، لمواجهة من يحرفون  معانى النصوص ويخرجونها من سياقها، ويفسرونها تفسيرات خاطئة تخدم أهدافهم التخريبية. 

ويظل المستفيد الأول والوحيد من ذلك التجديد هم المسلمين أنفسهم فى أنحاء المعمورة. .