عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

عن نزاهة الحكومة خلال العملية الانتخابية التى شهدتها البلاد أتحدث، فقد مرت علينا انتخابات مجلس الشيوخ، وانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب تأكد خلالها على وجه اليقين حياد أجهزة الحكومة بداية من رئيس مجلس الوزراء والوزراء بالكامل، إلى المحافظين، وكافة الأجهزة التنفيذية بالدولة، ما يثبت ذلك أن الحكومة ليس لها حزب تخوض به الانتخابات ولا تنحاز إلى مرشحين معينين وليست لها ناقة ولا جمل من وراء نجاح «زيد» أو فوز «عبيد».

الرئيس السيسى وهو رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية والحكم بين السلطات، أعلن منذ توليه المسئولية أن ظهيره الشعب المصرى، وأنه لا ينحاز إلى حزب دون الآخر من الأحزاب الموجودة على الساحة، وأنه يقف على مساحة واحدة من جميع الأحزاب السياسية، ورغم أن ذلك أجهد الحكومة فى كثير من المواقف، ومجلس النواب أيضًا لحاجتهما إلى سند حزبى تحت قبة البرلمان يأتى عن طريق الأغلبية البرلمانية إلا أن الحكومة اعتمدت على نفسها ونجحت كما نجح البرلمان، فى القيام بدوره التشريعى على أكمل وجه، وقام بدوره فى مساندة الدولة الوطنية.

وبما أن البرلمان مشكل من نواب الشعب، والشعب أعلن انحيازه للدولة فكان من اليسير أن يحقق البرلمان أهدافه فى إنجاز متطلبات المرحلة التى أعقبت ثورة 30 يونيو فى الوقت الذى كانت فيه عصابة الإخوان الإرهابية تخطط لإفشال انتخابات أول مجلس نواب بعد طردهم من الحكم، كما خططت لتعطيل البرلمان عن القيام بدوره عن طريق نشر الشائعات والإساءة إلي القيادات البرلمانية.

ينقلنا ذلك إلى مخطط الجماعة الإرهابية لتحريض الناخبين على مقاطعة انتخابات «الشيوخ»، وانتخابات مجلس النواب الحالية لإفساد المشهد الانتخابى، عندما فشلت الجماعة فى التحريض على المقاطعة لجأت إلى ترويج الأكاذيب عن «المال السياسى»، وادعت أذرع الجماعة وأبواق الضلال أن المصريين باعوا أصواتهم للمرشحين، وهدف هذه الجماعة السخرية من الاستحقاق الانتخابى.

هذه الأبواق الإخوانية التى دأبت على نشر الشائعات مقابل ما تحصل عليه من أموال من قطر، تعلم أن قطر لا تعرف شيئًا اسمه الانتخابات، ويتعامل المأجورون مع حاكم قطر على قدر فلوسه يدفع أكثر يكذبون أكثر، أو على طريقة على قد لحافك مد رجليك، ولحاف «الأمير» مرحرح  ويتسع بدلاً من الخائن ألف خائن يجيد حبك الأكاذيب مقابل الأموال.

حياد الحكومة المصرية ونزاهة الهيئة الوطنية للانتخابات أسفر عن نتائج نزيهة، لأن الظاهر هو الذى يحكم على الأشياء، وإذا كانت هناك سلبيات فإنها وقعت من بعض المرشحين، لأن المنافسة دائمًا ما تؤدى إلى مشاحنات وادعاءات تنتهى مع إعلان النتائج.

أول نوفمبر ستعلن النتائج النهائية للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، وتجرى المرحلة الثانية يومى 7، 8 نوفمبر، والمطلوب أن تستعد الأحزاب السياسية بعد انتهاء الانتخابات وتشكيل البرلمان، بعقد جلسات محاسبة لنفسها لتقف على مواطن القوة والضعف فيها على ضوء النتائج النهائية، وأن تجتمع الأحزاب مع بعضها للنظر فى الكم الهائل من الأحزاب الموجودة على الساحة، وتعود مجددًا إلى التفكير فى الاندماج، وتنزل إلى الشارع للالتحام بالمواطنين لزيادة العضوية، وعندما تقوى الأحزاب تكون الانتخابات أكثر فائدة وتقل السلبيات، ونكون أمام مرشحين أقوياء يجذبون الناخبين عن طريق برامج واضحة.

فكرة التحالف الانتخابى هذه المرة نجحت فى تمثيل أكبر عدد من الأحزاب تحت القبة، كما سمحت بالتنوع، ونريدها فى المرة القادمة منافسة حزبية لتظهر الأغلبية الحقيقية التى تساند الدولة والبرلمان، ونشاهد المعارضة التى تناقش وتحاسب وتنحاز إلى الوطن وقضاياه.

لقد نجحت مصر رغم كورونا فى إجراء استحقاقين انتخابيين خلال شهرين، ظهرت فيهما قوتها وقدرتها على تأمين الناخبين والعملية الانتخابية وأثبتت فيهما حيادها بين المتنافسين، وتفرغت الحكومة لمسئولياتها فى توفير الإمكانيات اللوجستية اللازمة لإجراء الانتخابات. مصر تتقدم كل يوم وهو ما يثير ضدها حقد الأقزام والخونة.