رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا كان «التغيير بالصدمة» هو العنوان الرئيسي لقصة نجاح مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في الارتقاء بالتعليم، إلا أن نموذج «القيادة القوية» أضاف بعداً مثيراً في قصة المدينة البرازيلية!

«لا منهاج تعليمي.. مهنة التعليم غير جاذبة.. المدارس تعمل لفترتين وثلاث».. بعض من تحديات كبيرة تشهدها مدارس مدينة ريو دي جانيرو قبل العام 2009م، وهو العام الذي شهد تعيين السيدة كلوديا كوستين في منصب أمين مديرية التربية والتعليم في المدينة واستمرت في موقعها حتى العام 2014م حيث انتقلت للعمل في البنك الدولي.

«أريد صلاحيات كاملة لإحداث التغيير المنشود».. كان طلبها الأول من عمدة المدينة إدواردو بايس الذي تعاون معها في إدارة برنامج إصلاح نظام التعليم في مدارس التعليم الأساسي.

ليس أمراً يسيراً أن تؤسس منهاجاً جديداً في نظام تعليمي معقد تتشابك خيوط إدارته، والأهم  هو التحدي المحتمل برفض المعلمين لبرنامج إصلاح التعليم في المدينة!.

يحكي التقرير الدولي: «5 مدن واعدة.. منهجيات إصلاح التعليم» أن كلوديا ركّزت على متابعة أداء  المدارس بتقديم منهاج تعليمي مبسّط يتضمن أقساما دراسية يمتد كل منها لمدة شهرين، ويحدّد بدقة ما ينبغي على كل طفل تعلمه، مع إجراء تقييمات للطلبة مرة واحدة كل شهرين، وفي ذلك تم تزويد المعلمين بإرشادات ومواد إضافية لدعم تدريس المنهاج، وإنشاء منصة إلكترونية للتعلم، أُطلق عليها “Educopedia”، وهي المنصة التي لاقت شعبية بين المعلمين ووفرت لهم وسائل تعليمية إلكترونية داعمة.

تقول كوستين : «لم يكن للبرامج التي أطلقتها في مدينة ريو دي جانيرو أن تنجح دون التعاون والعمل مع المعلمين والكوادر المدرسية، لذا وبالإضافة إلى سَنِّ القوانين، فقد قررنا أننا بحاجة إلى تعزيز حس الانتماء لدى المعلمين من خلال إتاحة الفرص لهم للمساهمة في مبادرات الإصلاح».

وتتذكر أنها تحدثت مع 1000 مدير مدرسة لدى شغلها  هذا المنصب من أجل معرفة المناطق والظروف التي يعملون فيها، مؤكدة « كنت مدركةً – بل ومستعدة- لاحتمالية رفض المعلمين لأجندة الإصلاح».

لذا، وضعت كوستن المعلمين في المدينة والبالغ عددهم 40 ألفاً في تحديات قصوى، لكنها كانت دائماً في إطار « الممكن»، وفي الوقت ذاته فقد عملت السيدة كلوديا على أن يتقاضى المعلمون رواتب تنافسية مقارنة بالمهن الأخرى- توافرت إرادة قوية  لاجتذاب أصحاب الكفاءات العالية عبر  إجراءات تعيين أكثر دقة وصرامة - كما تم منح المعلمين الحاليين في المدينة فرصا متزايدة للتطوير المهني.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان «التحدي الأكبر» مع قرارها بإلغاء عمل المدارس لفترتين أو ثلاث، والانتقال التدريجي نحو تطبيق اليوم الدراسي الكامل ، الأمر الذي يتطلب ضخ  استثمارات كبيرة تتعلق بزيادة عدد المدارس، كما بات على الطلبة تلقي التعليم لـ7 ساعات يومياً بدلاً من 4 ساعات فقط، وعلى المعلمين البقاء في المدارس بمعدل يفوق 40 ساعة أسبوعياً!

لقد وصف الخبراء ما فعلته كلوديا بأنه «صدمة إدارية»، إلا أن عمليات الإصلاح لا تزال مستمرة وسط مناخ من التفاؤل والإيمان بالقدرة على تحقيق التغيير، وطموحات عالية لأن تكون مدينة  ريو – كما يطلق عليها أهلها- هي الأفضل على مستوى البرازيل، التي شهدت هي الأخرى تحسينات سريعة في نظام التعليم المدرسي بها على مدى السنوات العشر الماضية ظهرت في تراجع معدلات التسرب من المدرسة وارتفاع نتائج الطلبة في الاختبارات.

ختاماً، يؤكد التقرير الدولي «5 مدن واعدة» أن زيادة الوقت المخصص للتدريس داخل الصفوف وبجودة عالية كانت في صلب أجندة الإصلاح في مدينتي ريو دي جانيرو البرازيلية ودي هوتشي منه الڤيتنامية، غير أن كلوديا أضافت إلى قصة نجاح ريو دي جانيرو بعداً جديداً يجسّد أهمية القيادة القوية التي تؤمن بما عليها إنجازه، وبأن مشاركة المعلمين والمجتمع هي أيضاً عناصر محورية وفاعلة في تحقيق خطوات إصلاح التعليم.

الأسبوع القادم: دبي.. واعدة تعليمياً لهذه الأسباب!

[email protected]