رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

منذ عرفت مصر نظام «المشاركة» فى الحكم، كانت فكرة التعيين هى الأساس.. وحتى الديوان العام الذى أسسه بونابرت فى مصر، ورغم أنه جاءها بعد ثورة عارمة، إلا أنه اتبع أيضاً نظام التعيين.. واختار الأعضاء هؤلاء من شيوخ الأزهر وكبار التجار.. والأعيان. وأن رأى هذا المجلس، أو الديوان.. استشارى.. ثم جاء محمد على باشا فابتدع «مجلس الديوان العالى» ليناقش أعضاؤه أى مشروع قبل البدء فى تنفيذه. وكان يرأسه وكيل الباشا، أو وكيل الحاكم أو الوالى ولذلك سمى بعد ذلك باسم «ديوان المعاونة».. وكان ذلك المجلس بمثابة مجلس الوزراء. إذ كان معظم أعضائه هم رؤساء الدواوين- وتذكروا هنا ميدان أو شارع الدواوين، الذى ما زال باقياً بمنطقة السيدة زينب.

< ولكننا="" يمكن="" أن="" نعتبر="" مجلس="" المشورة="" الذى="" أنشأه="" محمد="" على="" باشا="" عام="" 1829="" هو="" أول="" مجلس="" استشارى="" تعرفه="" البلاد.="" أى="" ما="" كان="" هو="" نواة="" نظام="" الشورى.="" وكان="" أعضاؤه="" من="" كبار="" الموظفين="" والعلماء="" والأعيان="" وكان="" يرأسه="" ابنه="" إبراهيم="" باشا،="" وضم="" هذا="" المجلس="" 156="" عضواً="" وتم="" تكوينه="" هكذا:="" 33="" عضواً="" من="" كبار="" الموظفين="" والعلماء="" و24="" عضواً="" من="" مأمورى="" الأقاليم..="" ولكن="" كان="" منهم="" 99="" عضواً="" من="" كبار="" الأعيان="" ورؤساء="" العشائر،="" وكان="" المجلس="" يعقد="" جلساته="" فى="" بيت="" إبراهيم="" باشا،="" أى="" القصر="" العالى،="" ونركز="" هنا="" على="" أنه="" كان="" مجلساً="" استشارياً..="" حتى="" إن="" كان="" يشترك="" فى="" مناقشة="" المشروعات="" التى="" تنوى="" الحكومة="" تنفيذها....="" وأيضاً="" كان="" مجلساً="" معيناً،="" وكانت="" تلك="" هى="" بداية="" «الاشتراك»="" فى="" الحكم="" فى="" مصر="" حتى="" لو="" كانت="" بدايته="">

< ولكن="" لا="" ننسى="" أنه="" كان="" هناك="" منذ="" عام="" 1834="" مجلس="" يسمى="" «المجلس="" العالى»="" وكان="" يضم="" فى="" عضويته="" نظار="" الدواوين="" «أى="" الوزارات»="" ورؤساء="" المصالح="" الحكومية..="" ومعهم="" اثنان="" من="" العلماء="" كان="" شيخ="" الأزهر="" هو="" الذى="" يختارهما..="" وأيضاً="" اثنان="" من="" كبار="" التجار="" كان="" شاهبندر="" التجار="" «أى="" كبيرهم»="" هو="" من="" يختارهما..="" وكذلك="" اثنان="" ممن="" يجيدون="" العمليات="" الحسابية="" ثم="" أيضاً="" اثنان="" من="" الأعيان..="" ولم="" يكن="" يشترط="" هنا="" أن="" يكون="" العضو="" ملماً="" أى="" عالماً="" بالقراءة="">

تلك كانت بدايات «اشتراك» الشعب فى الإدارة أو الحكم ولا يعيبها أنهم كانوا كلهم بالتعيين.. ولا حتى إن كانت مشاركتهم هى.. استشارية. ولكنهم كانوا يتناقشون وربما يعترضون.. ولكن كان محمد على وهو يتابع جلسات هذه المشاركة يحترم آراءهم لأنهم كانوا وسيلة لتوصيل «أفكار» الحاكم الأكبر إلى الناس.. خصوصاً فيما يتعلق بفرض أى ضرائب.. وكانت مجرد بداية.. برلمانية.. إلى أن جاءت فكرة توسيع هذه المشاركة.. أى مجلس شورى النواب أيام الخديو إسماعيل.