عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

مع كل عام دراسى يفتح ملف الرقص داخل الفصول أو فى فناء المدرسة، ويطلع كل من هب ودب يفتى ويدين ويشجب ويلعن التلاميذ وأسرهم، وكأن الأولاد ضبطوا يرقصون عرايا داخل الفصول أو المدرسة، أو أنهم يرقصون رقصاً إباحياً، وكأن من يدينون أو يجرمون أو يشجبون يصلون على السجادة طوال اليوم، أو أنهم لم يرقصوا وهم فى عمر هؤلاء الأولاد.

تعالوا نتحدث بشفافية، ما الجريمة التى اقترفها هؤلاء الأولاد، أكانوا من البنات أم الأولاد، ضبطوا يرقصون داخل الفصل، ما توقيت رقصهم، هل خلال الحصة ووجود المدرس أو المدرسة، هل رقصوا عرايا أو بحركات إباحية؟

المتعارف عليه أن المدرسة للتعليم وليس لأداء الفرائض والصلوات وليست مكاناً لأداء مناسك الحج أو العمرة، المدرسة يذهب إليها أولادنا ليتعلموا فيها الحساب والتاريخ والديانة والعلوم والموسيقى والفن والرقص والتدبير المنزلى، فى المدارس حصص للموسيقى، وللرسم، ولغيرهما من الفنون.

أتذكر خلال فترة الستينيات ونحن فى المدرسة الابتدائية وكانت مشتركة، كانت آبلة «بتريس» رحمة الله عليها مدرسة الألعاب تدربنا فى فناء المدرسة على الرقص الإيقاعى، الفتيات كن يلبسن زى الباليه الأبيض، ونحن الشورت الأبيض، وفى حصة الموسيقى كان الأستاذ عزيز فى مدرسة الأقباط الإعدادية ينقلنا إلى حجرة الموسيقى، وكنا نتدرب على الآلات الموسيقية والغناء، وكانت إدارة المدرسة تختار بعض التلاميذ للتمثيل والرقص والغناء فى حفل يحضره المفتش أو مدير المديرية أو وكيل الوزارة، وكانت هناك مسابقات بين المدارس فى الفنون.

نعم كان الرقص والغناء خلال الحصص الخاصة بها، لكن ما لا يعرفه رافعو لواء الفضيلة والأخلاق، الذين يطالبون بعزل المدير والمشرف والمدرس وفصل الطلاب، ما لا يعرفه هؤلاء أننا كتلاميذ كنا نرقص ونغنى فى الفسحة وبين الحصص وفى الحصص التى يتغيب عنها المدرس، الشىء نفسه كان يجرى فى مدارس الفتيات، ولم يرفع البعض لواء الحكمة وراية الأخلاق والتربية ويحمل الوزير مسئولية تبديد الأخلاق.

يجب أن يتعلم كل من يتصدى لهذه الفيديوهات أن هؤلاء التلاميذ فى سن مراهقة، والطبيعى أن يرقصوا أو يغنوا، ثقافة الجماعة تفرض بعض السلوكيات، والتلاميذ يستغلون هذه التجمعات للتسرية عن أنفسهم، بعضهم يقلد أستاذه أو مدرسته أو الناظر أو مدير المدرسة، وبعضهم يقلد ممثل أو راقصة أو مطربة.

المحك هنا: هل هؤلاء التلاميذ غنوا أو رقصوا خلال شرح المدرس للمقرر؟، هل أدوا بشكل إباحى؟، هل تعروا؟، تقولون يستغلون شاشة الفصل لعرض الأغانى، هل بسبب هذا السلوك أفصلهم وأقضى على مستقبلهم هم والمدير والوكيل والمشرف على الدور؟.

أعتقد أننا مطالبون بأن نتعقل ونخلع ثوب رجال الدين والوعاظ وحماة الفضيلة، ونعمل على إعادة حصص الموسيقى والغناء والتمثيل لكى ينفس فيها أولادنا عن أنفسهم.

[email protected]