رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

 

 

حالة من الجدل والنقاش المستمر، تسيطر على المجتمع المصرى بشأن تطور التعليم.. النظام الجديد حتى الآن ملامحه غير واضحة.. ما يقوله الوزير يحتاج لإمكانات بيئة تكنولوجية وتدريب للمعلمين من المؤكد أنها غير كافية لما يأمله الوزير أو يتحدث عنه.. عدم وجود خطط واضحة واستراتيجية ثابتة هما شعار المرحلة.

الأسلوب القديم رغم ما به من أخطاء حقق نجاحا لسنوات عديدة نقل فيها المعلمون المعرفة والسلوكيات المنضبطة إلى طلابهم، وخرّج أجيالا كانت مصابيح تتلألأ فى ربوع أمتنا بل العالم أجمع.

الحديث عن بنية تحتية لجميع المدارس حديث مغلوط تنقصه الدقة.. المدارس الحكومية غير مؤهلة لما يتحدث عنه الوزير وهى تمثل ٨٦ فى المئة من إجمالى مدارس مصر.. التابلت والشبكات والبرمجيات هى أدوات مساعدة ولا يمكن أن تكون جوهر عملية التطوير.

طريفة التقييم من خلال الأبحاث الوزير يعلم وكلنا نعرف كيف تم عمل الأبحاث فالطلاب وأولياء الأمور بريئون منها كبراءة الذئب من دم يوسف..

لماذا يذهب التلميذ للمدرسة بعد تفريغها مما وجدت من أجله وهو التعليم والتعلم وأن يجلس الطالب أمام مدرسة لمناقشته والاستماع إلى شرحه... هل يذهب للمدرسة لاستماع إلى شرح مواد لا تضاف للمجموع وبما أن جميع الأنشطة قد توقفت بسبب كورونا، إذًا لماذا الذهاب للمدرسة؟..

الحديث عن تكلفة الكتاب المدرسى وإهدار الأموال فى طباعته كلام غير مبرر.. اليابان مخترعة التابلت مازال الكتاب المدرسى موجود.. لم نسمع أن دول المتقدمة ألغت الكتاب المدرسى.

كان الطلاب المصريون يتصدرون المسابقة العالمية للمبتكرين التى تقام سنويا فى أمريكا إلا أن مصر حصلت على صفر ولم يفز أى من الطلبة المشاركين عام ٢٠١٨ فى ظل خطط التطوير..

إذا لم يكن هناك منهج يُدرس وكتاب فما الذى سيفهمه الطالب وهو لا يعلم أين منهجه وما المقر عليه؟..الامتحان لن يأتى مما يحتويه الكتاب ولا مما عند المعلمين ولا مما فى الملخصات- حسب تصريحات الوزير- إذًا من أن يأتى الامتحان؟!

إذا كنا نهدف إلى تغيير طريقة الحفظ إلى الفهم فكثير من المعلومات قائم على الحفظ كالحروف الأبجدية والأرقام الحسابية وأسماء المركبات والعناصر والكواكب والمصطلحات وحروف الجر والقياسات والمساحات والحدود والتواريخ والشخصيات.. وغيرها، هل سنلغى كل هذا فى النظام الجديد؟

هل نستطيع حماية المحتوى التعليمى من القرصنة؟ هل نستطيع ضمان قوة الشبكة فى كل بيت وكل مدرسة فى مصر؟ ماذا لو تم قطع النت لأسباب قهرية كما حدث وتم قطع كابل النت فى البحر الأبيض المتوسط وبقينا لأيام دون نت.. ماذا سنفعل مع الطلاب غير القادرين على توفير تكلفة النت؟.. ماذا نفعل مع من تعطل جهازه أثناء الدراسة أو الامتحان؟

وحتى بث قنوات تعليمية على أجهزة التليفزيون ماذا سيفعل ولى الأمر إذا كان لديه أكثر من تلميذ فى مراحل تعليمية مختلفة؟

هل تم التنسيق مع كليات التربية كى تعدل مناهجها بإلغاء كل مناهجها الحالية والاستغناء عن كل أساتذتها لأنهم يدرسون طرقًا لن تستخدم فى المنظومة الجديدة، وإحلال مناهج تناسب التعليم عن بعد؟ هل نصبر وننتظر 14 عامًا كى نجنى ثمار النظام الجديد للتعليم حسب تصريحات الوزير.

إذا كان جوهر النظام الجديد هو التابلت فكيف سيتعلم التلاميذ الكتابة ومتى يمسك التلميذ بالقلم ليكتب بعدما أصبح التابلت هو المصدر الأول والأخير..

ما يحدث الآن سيمتد أثره لأجيال وليس من حق أحد أن ينفرد به دون أن نعرف كافة تفاصيله المستقبلية ونتفق عليها أيضًا، وإلا فسوف يأتى وزير آخر يبدأ بنا من جديد طريق آخر ويصبح مستقبل أجيالنا محل تجارب.. التعليم أهم وأكبر من أن يترك لوزير أو حكومة، التعليم قضية المجتمع وفرصة الدولة الوحيدة فى النهوض والتقدم.. هدم المعبد بما فيه وعلى من فيه خطأ كبير وجرم يُرتكب..إصلاح منظومة مهم ولكن الأهم طريقة الاصلاح.

[email protected]