رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

كنت أصف المستشار فرج الدرى الأمين العام لمجلس الشورى لمدة 25 عاماً انه يعمل لاسعاد الآخرين، ومكتشف المواهب، ولا يطلب شيئاً لنفسه، كان أول عضو فى الأمانة العامة لمجلس الشورى رغم انه كان أمينها العام يدخل مكتبه وآخر من يغادره بعد أن يطمئن على أن كل شيء أصبح فى مكانه الصحيح، وبما يستحق.

مبعوث السعادة لابد أن نسعد به عندما يعود الى بيته الذى تركه راضيا عن نفسه.

وليس غريباً على الدرى أن يوجه أربع رسائل قوية الى مجلس الشيوخ الجديد من داخل القاعة التى قضى فيها جزءاً كبيراً من حياته، وأنا شخصيا سعدت بالرسالة التى قدمها فى شكل اقتراح برغبته، وهو أول وأسرع ممارسة برلمانية لعضو الشيوخ فى الدقائق الأولى لانعقاد المجلس، واستجاب لها المجلس بالإجماع والتصفيق الحاد.

حيث اقترح سفير السعادة على المجلس الموافقة على تعيين المستشار الجليل محمود اسماعيل أميناً عاماً للمجلس  وهو حالياً قائم بأعمال الأمين العام.

وقال الدرى فى مبررات اقتراحه إنه لمس فى المستشار محمود اسماعيل انه يتسم بعلم غزير وجهد فائق وخلق رفيع، وضجت القاعة بالتصفيق  الحاد باجماع النواب. وكانت أول وأسرع استجابة.

واللفتة الانسانية الأخرى التى جاءت فى  رسائل الدرى أنه وجه التهنئة الى أسرة الأمانة العامة للمجلس الذين عادوا الى ديارهم سالمين واثقا من تفانيهم لتقديم العون لجميع السادة الأعضاء بريادة الأمين العام المستشار محمود اسماعيل. وأثق أن المستشار الدرى كان يعنى كلمة عودة العاملين بالمجلس الى ديارهم سالمين لأنهم بالفعل أخرجوا منها كارهين،  كما كان المستشار الدرى كارهاً لالغاء مجلس الشوري، وكان ضد هذا الاقتراح الذى تم تطبيقه فى دستور 2014 وكان بمثابة حكم الاعدام للغرفة  الثانية رغم ان العديد من الدول تأخذ بها، وكنت أنا كاتب هذه السطور شاهدا على اجتماع مجالس الشيوخ فى العالم بدعوة من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى فى مارس عام 2000 وكان مجلس الشورى مشاركاً فى هذا الاجتماع، بوفد برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمى وكان المستشار فرج الدرى عضوا فى هذا الوفد وأثنى رؤساء مجالس الشيوخ على نجاح ثنائية البرلمان وأيدوا وجود الغرفة الثانية فى معظم الدول. وكان الدرى يتوقع أن يعود مجلس الشورى مرة أخري، وعاد فى تعديلات الدستور عام  2019،  وفى احدى رسائل  الدرى الأربع الى مجلس الشيوخ كان هناك عتاب رقيق منه لائتلاف دعم مصر بعد توجيه الشكر للدكتور عبدالهادى القصبى زعيم الأغلبية بمجلس النواب على الاقتراح الذى تقدم به باسم الأغلبية بتعديل الدستور وعودة الغرفة الثانية، وكان عتاب الدرى هو أن التعديلات الجديدة قصرت اختصاص مجلس الشيوخ على مجرد ابداء الرأى كما كان عام 1980 ولم تتناول ما لحق بهذه الاختصاصات من تعديل عام 2007.

الدرى فى رسائله كان يتغزل فى قاعة الشيوخ ولم لا، فهو الذى حافظ عليها طوال السنوات الماضية، حيث قال فى رسائله هنيئاً لهذه القاعة ان عاد اليها مجدها، وجاء الى رحابها قامات مصر من خيرة سيداتها ورجالها وشبابها،  واعتلى منصتها أحد عظماء حماة الدستور معالى الدستور معالى المستشار الجليل عبدالوهاب عبدالرازق.

واختتم الدرى سائله بتوجيه الشكر الى الرئيس السيسى لتفضله بإعادته الى قاعة الشيوخ، مرفوع القامة، وتعهد الدرى بأن يكون عند حسن ظن الرئيس به، وحسن ظن الشعب بأن يبذل مع زملائه ما فى وسعهم من جهد لمعاونة الرئيس فيما يحمله من أعباء تنوء بحملها الجبال.

أقول كلمتى فى النهاية، إن المستشار فرج الدرى هو مهندس اعداد لائحة مجلس الشيوخ، وأرشحه لرئاسة اللجنة التشريعية فهو اختيار صادف أهله.