رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عندما تُنفذ مقولة «الجمهور عايز كدة» فى عمل بريطانى درامى كتبه السيناريست والمسرحى «بيتر مورجان» بعنوان «المشاهد» فى مسرحية عرضت على أحد المسارح البريطانية عام 2013 وحظيت بنجاح كبير استدعى شبكة «نتفليكس» Netflex العالمية لان تطلب من الكاتب أن يحولها إلى مسلسل تليفزيونى ضخم مكون من 3 أجزاء حتى الآن عرضت فى 2016 حتى 2020 ويستعد المنتجون لتقديم الجزء الرابع من «التاج» ذلك المسلسل التاريخى الدرامى الأجتماعى الذى اكتسب شهرة عالمية وترجم إلى العديد من اللغات وحصد أهم الجوائز العالمية فى الدراما من تأليف وتمثيل وإخراج وإنتاج بريطانى ليكسر تابوه الهيمنة الأمريكية فى مجال السينما والإعلام والفن الحديث وليعيد للتاج البريطانى بريقه وبهاءه عل الرغم من أن المسلسل لا يتطرق إلى أفول الإمبراطورية البريطانية واستقلال جميع المستعمرات البريطانية وظهور حركات التحرر الجمهورية بداية من ثورة 1952 حتى تحرر العديد من البلدان العربية والأفريقية وكان العرض التاريخى لعلاقة رئيس الوزراء البريطانى «آيدين» بالزعيم عبدالناصر فى صالح الجمهورية والثورة المصرية والاستقلال وأدان الكاتب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 بعد تأميم القناة وأظهر كم المعارضة التى حدثت فى البرلمان والحكومة البريطانية لقرار خوض الحرب ضد مصر وكيف فشلت هذه الحرب وكان لها تداعيات سلبية على الاقتصاد البريطانى وصورة بريطانيا فى الدول الأفريقية والعربية وهو تاريخ من منظور جديد لم يتطرق إليه الساسة والمؤرخون من قبل كذلك حين بدأت الحركات الاستقلالية وكانت غانا فى مقدمة الدول الأفريقية التى تتحرر من التاج البريطانى فى وجود الزعيم «نكروما» واحداً من أقوى الزعماء الأفارقة فإن المسلسل عرض تلك الرقصة التى كانت بين الملكة اليزابيث الثانية وبين هذا الزعيم الثائر المتمرد الرافض للملكية وهى أيضاً من الأحداث السياسية التى لم يلق عليها الضوء من قبل وكان المسلسل فى جزءيه الأول والثانى منصفاً فى إبداء التعاطف مع شخصية الملكة الشابة ومناهضاً ومهاجماً للملك إدوارد الذى تخلى عن العرش من أجل السيدة الأمريكية التى وقع فى غرامها وتمادى الكاتب فى إضفاء العديد من الصفات السلبية على هذا الملك الذى كانت له شعبية بريطانية وعالمية كمثال للرجل الرومانى المدافع عن حبه ولو تخلى عن ملكه وتاجه وعرشه فإذا به يجسد بالوثائق أنه كان على علاقة بالفاشى هتلر وكان مؤيداً له وعلى وشك تسليم بريطانيا لجيوش النازى دون حرب أو قتال يدخل إلى بؤرة مظلمة فى غياهب التاريخ بعد هذه الوثائق التى عرضها المسلسل ...وأفرد العمل مساحات كبيرة ليس للعلاقات الشخصية للأسرة الحاكمة ولكن أيضاً للسادة رؤساء الحكومة البريطانية ومدى التوافق الدائم بين التاج ممثلاً فى الملكة وبين الحكومة ورئيس الوزراء ممثلاً لإرادة الشعب والديمقراطية حتى حين حاول خال دوق أدنبرة زوج الملكة «اللورد مونتبايتن» وهو أكبر قائد فى البحرية البريطانية أن يدخل فى لوبى سياسى اقتصادى للإطاحة برئيس الوزراء... الذى فى عهده انهار الجنيه الاسترلينى والاقتصاد البريطانى لدرجة الاقتراض من أمريكا فإن الملكة الشابة وبخت القائد الكبير لأنه لم يحترم الديمقراطية وإرادة الشعب الذى اختار رئيس  الوزراء وحزبه وحكومته وأنها تضحى بكل غال ونفيس من أجل احترام الديمقراطية وذلك التاج الذى تمثله بكل ما يحمله ذلك من تقاليد وأعراف وتاريخ ولذلك أرسلت الأمير تشارلز ليتعلم اللغة فى ويلز والتى كانت بها حركة تمرد واستقلال واستطاع الأمير الشاب أن يتعلم اللغة ويخطب فى أهل ويلز وهو يعدهم بالمساواة وبحقهم فى أن ينعموا بمزايا التاج البريطانى ولا يعاملوا كفئة ثانية وذلك فى حفل تتوجه أمير ويلز.. المسلسل مليء بالأحداث التاريخية والوثائق وكذلك المواقف الأنسانية واللغة والصراع والتصوير والإنتاج المبهر فى بساطة ورقى وأناقة... إنه الإعلام والفن كما ينبغى أن يكون.. فن جديد.