كلمة عدل
ما زلنا نؤكد على أهمية اختيار نواب للبرلمان القادم يجمعهم التوافق الوطنى ومن ذوى التيارات المدنية لاعتبارات كثيرة، وكما قلنا مرارًا وتكرارًا من أجل التعبير عن فكر ثورة 30 يونية وتنفيذ مبادئها ومقرراتها، وهذا يستوجب ضرورة استنهاض همة المصريين الذين خرجوا فى الثورة والذين تعدت أعدادهم الثلاثة والثلاثين مليونًا، ولهذا يجب أن تخرج هذه الأعداد وأكثر للإدلاء بأصواتها فى الانتخابات، خاصة لو علمنا أن عدد البيانات للناخبين المسجلين يفوق الخمسة والخمسين مليون ناخب.
خروج هذه الملايين للإدلاء بأصواتها فى الانتخابات بنفس الكثافة التى خرجت فى الثورة بات ضرورة ملحة للحفاظ على ثورتهم العظيمة التى ضحوا من أجلها ولا يزالون شهداء أبرارا بهدف دعم الدولة المدنية الحديثة والمشروع الوطنى الجديد للبلاد. الخروج بكثافة للتأكيد على أن المصريين لا تغلبهم أية إرادة غير الوطنية الحقة من أجل اختيار نواب لهم خبرة فنية بل ومحترفين فى التشريع والرقابة، ليسنوا القوانين الملحة والضرورية من أجل تنفيذ المشروع الوطني، فلا يجوز بأى حال من الأحوال أن نجد داخل البرلمان من هو ضد فكرة الدولة المدنية الجديدة التى يحلم بها جموع المصريين.
على المصريين استلهام روح الثورة العظيمة وهم يختارون النواب، وقبل الاختيار، لا بد من عقد العزم على الخروج جماعات وفرادى للإدلاء بأصواتهم فى هذه الانتخابات والتى تعد استفتاء حقيقيًا من جديد على الثورة المصرية العظيمة فى 30 يونية. التكاسل مرفوض والخروج واجب وطنى لاستكمال مسيرة الثورة من أجل تحقيق الحياة الكريمة للشعب العظيم. ولا أعتقد أبدًا أن أحدا من المصريين يتراخى أو يتخاذل عن أداء دوره الوطني. وليس هذا بجديد على الشعب المصري، فيوم خرج فى 30 يونية كان يومًا مشهودًا، ويوم خرج فى «يوليو» لتفويض الدولة فى إعلان الحرب على كل الذين يريدونها فوضى ويسعون إلى الخراب، كان يومًا عظيمًا فى تاريخ هذه الدولة المصرية.. والآن جاء الدور للخروج فى انتخابات البرلمان لتأييد مشروع الدولة الجديدة من أجل حياة أفضل ومن أجل تحقيق مبادئ ثورته.
وكما نقول فإن هناك مسئوليات جسامًا على عاتق البرلمان وتحتاج إلى المصريين ونوابهم المعبرين عن أفكارهم ومبادئ ثورتهم، وبالتالى فإن الواجب الوطنى يستدعى من الجميع أن يحسن الاختيار لهذه المهمة الجليلة الملقاة على عاتق مجلس النواب.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد