رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

هل يمكن للمسرح تطوير العملية التعليمية؟ على بمقدوره توصيل المقررات الدراسية بشكل اسرع أو أعمق؟ هل بإمكان العمل المسرحى جذب الأطفال والتلاميذ للمدرسة؟، هل يمكنه ترسيخ مفاهيم الهوية والقومية والوطنية فى نفوس التلاميذ والشباب؟، ما هى الآلية التى تجعل المسرح أداة داخل العملية التعليمية؟.

هذه الأسئلة وغيرها تحاول د.راندا رزق بحثها والإجابة عنها فى أحدث كتبها، الكتاب صدر عن الهيئة العربية للمسرح بدولة الامارات، تحت عنوان « التربية المسرحية، أثر المسرح على مستقبل التعليم»، د.راندا تناولت هذه الفكرة فى أربعة فصول، عرضت فيها للمسرح كآلية واداة تعلم وتنوير واستمتاع، ومن السهل استخدامها كاحدى المدخلات فى العملية التعليمية، يمكنها المساعدة على فهم المقررات أسرع واعمق من الوسائل التعليمية الأخرى.

الطفل فى سنواته الأولى يقلد والديه فى اللعب، الفتاة تجمع بعض الأدوات وتمثل دور والدتها وهى تطبخ، أو وهى تضع المكياج، والولد الشئ نفسه مع والده، أسلوبه فى المشى، التدخين، الحكى، لذلك ليس من الصعب دفع هؤلاء الأطفال إلى تأدية أدوار أخرى مكتوبة من داخل المقرارات الدراسية بأسلوب بسيط وعميق.

العمل الفنى بطبيعته يجذب الكبير والصغير، ويمتاز بقدرته على زرع بعض المفاهيم فى نفوس المتلقين، ومن خلاله يمكن شحن الجماهير وتوجيهها، لهذا يسمى بالقوة الناعمة، د.راندا استشهدت فى كتابها بفكرة مسرح الجرن التى قدمها المخرج أحمد إسماعيل، كأداة تنوير وتوعية وفهم وتعليم، حيث تناولت الأعمال التى قدمت فى القرى لبعض المشاكل التى تواجه أهل القرى، من تسرب فى التعليم، كثرة الإنجاب، وغيرها من المعتقدات والعادات.

د.راندا تلقى بمسئولية نجاح هذه التجربة على المعلم، إذ تطالبه بأن يمتلك موهبة وقدرة ووظيفة الدراماتورج، وهى تهيئة النص المسرحى لعمل يتناسب والجمهور، وهذه القدرة أو المهارة أو الموهبة لن تتوفر فى جميع المعلمين، خاصة وأن المعلم هنا مطالب بأن يمسرح المنهج التعليمى وليس نصا مسرحيا كتب لكى يعرض، المؤكد أن أغلب الدروس لا تصلح لمسرحتها أو تحويلها إلى عمل مسرحى.

أتذكر عندما كنا فى المرحلة الإعدادية أو الابتدائية كانت مدرسة مادة العلوم تستخدم هذا الأسلوب كوسيلة إيضاح لتعليمنا مكونات أعضاء الجسم، فكانت تختار بعض التلاميذ ليلعبوا دور أحد أعضاء الجسم، والفارق هنا عما تطالب به د. راندا أن التلاميذ زمان كانوا يؤدون دور وسيلة الإيضاح وليس دور العضو.

فكرة د.راندا ممتازة لكنها تحتاج إلى مؤسسة وليس لافراد، ولمجموعة تمتلك مهارة وموهبة تحويل بعض المقررات المدرسية إلى أعمال مسرحية، وتوزيعها على المدارس وتدريب المدرسين والتلاميذ عليها.

 

[email protected]