رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صليت فجر الأربعاء وجلست أتأمل مثلما كنت أفعل فى الكعبة المشرفة أيام الحج والعمرة إذ كنت أصلى العشاء وأظل فى مكانى حتى حلول صلاة الفجر فأصليه جماعة وأعود إلى مقر إقامتى للنوم بضع ساعات قبل حلول أذان الظهر فأهرول إلى الكعبة التى تأخذنى إليها حبًا وعشقًا وأنا أطيل النظر إليها مع ترتيل آيات القرآن الكريم.

وصدق من قال إن النظر إلى الكعبة عبادة وقد حبانى ربنا سبحانه وتعالى بحب الصلاة فى الكعبة وإطالة النظر إليها وقد أنعم علىّ بالحج خمس مرات والعمرة عشر مرات رزقًا طيبًا من الله سبحانه وتعالى ولا أعرف لماذا استعدت كل تلك الذكريات بعد صلاة فجر الأربعاء الماضى وقد فتحت المصحف الشريف على سورة النساء حتى وصلت لقول الله سبحانه وتعالى «وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا».

واستعدت ذكريات لا تنسى فى عام ١٩٤٨ عندما ذهبت لمقر حزب مصر الفتاة وتطوعت للجهاد مع الفلسطينيين ضد المعتدين الإسرائيليين وكان عمرى خمسة عشر عامًا فاعتذروا عن قبول التطوع لصغر السن ثم وجدت غايتى فى حرب ١٩٥٦ وحملت السلاح فعلا مشاركا فى الدفاع عن بلدى ضد العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الإسرائيلى ثم واصلت الجهاد بالتبرعات لصالح المجاهدين فى صابرا وشاتيلا والبوسنة والهرسك حتى نلنا شرف استقلالهما عن يوغوسلافيا.

واستمر كفاحنا وجهادنا لنصرة المستضعفين بعدما فتح الله علينا بمناصب الأستاذية فى الجامعة ورئاسة مجلس إدارة نادى أعضاء التدريس حيث كنا نعقد الندوات السياسية وننشر المقالات لنصرة الحق والعدل والإنسانية فى الكثير من القضايا، وأخص بالذكر مؤخرًا ما تعلق بمشكلة الغزو التركى لأرض ليبيا واستنجاد شعبها بنصرة مصر عندما حضرت إليها وفود رؤساء القبائل واستقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى ولبى طلباتهم بدعم الدفاع عن ليبيا بقواتنا المسلحة إلى جوار القوات المسلحة الوطنية الليبية وأعلن الرئيس السيسى أن مدينة سرت خط أحمر أمام الغزاة الأتراك وميليشياتها وتم تنفيذ ذلك فعلا استجابة لقول ربنا فى الآية الكريمة التى توقفنا عندها بعد صلاة فجر الأربعاء الماضى والله أكبر كبيرا.

والحمد لله كثيرًا أن توقف العدوان وحل محله التفاوض بين الليبيين انفسهم حيث صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أهرام الأربعاء الماضى بأن الهدف هو تثبيت الموقف الحالى على أرض الواقع وفق الخطوط المعلنة سعيًا إلى التوصل إلى حل جذرى وشامل لاستعادة الاستقرار والامن فى ليبيا من خلال المسار السياسى ونتائج مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وصولا إلى الاستحقاق الانتخابى وهذا ما كنا ندعو له فى صلاة فجر يوم الأربعاء الماضى حبًا فى جارتنا ليبيا التى زرناها مرتين واحتفظنا لها بالذكريات الطيبة.