عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

فى نهاية السبعينيات التحقت بكلية الآداب جامعة طنطا، وفى أول عام تعرفت على عدة شخصيات ربطتنى بهم صداقة ومودة حتى يومنا هذا، من هذه الشخصيات الأستاذ الدكتور سعيد فرح أول وكيل للكلية، ومؤسس قسم الاجتماع، والمشرف على قسم الفلسفة، كانت السنة الأولى عامة ندرس بها جميع التخصصات، وفى أول محاضرة لمادة الاجتماع، تعرفنا على الأستاذ والأب والصديق د.سعيد فرح، كان على ما أذكر أستاذا مساعدا، وربما كان قد حصل على درجة الأستاذية، بابتسامة عريضة وبأسلوب سلس وبسيط حببنا فى علم الاجتماع، عرفنا فيما بعد أنه يشغل منصب وكيل الكلية، وأنه أول وكيل للكلية، فقد كنا الدفعة الثالثة بالكلية، وعرفنا أيضا أنه من أقدم الأساتذة الذين تم تعيينهم.

كنت ميالا إلى أن أتخصص فى دراسة علم الاجتماع لشغفى بدراسة أحوال الإنسان الاجتماعية والثقافية والبيئية قديما وحديثا، ولإعجابى الشديد بأسلوب وبشخص وبعلم الدكتور الأستاذ سعيد فرح، لكننى كنت اعانى منذ سنوات من انفجار قنبلة من علامات الاستفهام فى عقلي، الأسئلة تلاحقنى عن: أصل الأشياء، ومصير المعرفة التى تعلمها الإنسان، هل سيستفيد منها بعد الموت، ما الفرق بين المثقف والأمى فى الجنة، هل سيتساوى الجميع معرفيا وثقافيا، لماذا اطلقنا على الخالق اسم الله، ولماذا وضعه البعض فى ذات غير ذاته، وما هى ذاته الحقيقية، ملامحه، مكان وجوده، لماذا اختار الماء ليعيش فوقه، وما هو السبيل لمعرفة ما كان يفكر فيه من عاشوا قبلنا بآلاف السنين، ما هو شكل حياتهم، بيوتهم؟

أذكر أن احد الزملاء سأل أستاذنا د. سعيد فرح: ما هى الوظيفة التى يمكن أن ألتحق بها بعد تخرجى من قسم الاجتماع، وقبل ان يجيب الأستاذ، تدخل زميل اخر قائلا: ممرضة، وضحك استاذنا وضحكنا جميعا.

ربطتنى صداقة بالأستاذ سعيد، ولم تنقطع علاقتى به بعد التخرج، وظلت هذه العلاقة حتى يومنا هذا، كثيرا ما كنت أحتاج بعض المعلومات أو كتب نشرت فى الإسكندرية، أو قام بتأليفها بعض الأساتذة من الإسكندرية، وكان يجهزها ويرسلها لى بالبريد او مع المرحوم الصديق أستاذى محمد فتحى عند نزوله القاهرة.

آلاف من الطلبة، ومئات من أعضاء هيئة التدريس تعلموا من هذا الرجل العالم النبيل، والعشرات منهم حصلوا على رسائل الماجستير والدكتوراه، والعشرات حصلوا على درجتى الأستاذ والأستاذ المساعد، وهو الآن قد بلغ الثمانين سنة، اعطى منها اكثر من خمسين سنة لعلم الاجتماع ولكلية آداب طنطا منذ تأسيسها، فلماذا لم تفكر الكلية ولا الجامعة فى كلمة شكر، لماذا لا تفكر جامعة طنطا فى تكريم هذا الأستاذ الاب الصديق النبيل؟، لماذا لا يقوم رئيس الجامعة وعمداء الكلية وأعضاء مجلس الجامعة بتقديم رسالة شكر وعرفان للأستاذ والصديق د.سعيد فرح فى حفل يحضره لفيف من الطلبة والأساتذة نظير ما قدمه؟ هذه الأسئلة نرفعها إلى وزير التعليم العالى د.خالد عبدالغفار، وإلى د.عماد السيد أحمد عتمان القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا.

[email protected]