رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

 أبرزت وكالة رويترز للأنباء، صورًا من مسيرات احتفال المصريين بذكرى انتصار حرب السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان المجيدة  الجمعة الماضية، فى العديد من ميادين المحافظات والتى شهدت مسيرات حاشدة باللافتات وأعلام مصر احتفالًا بالذكرى الـ47 لانتصار حرب أكتوبر 1973، وسط هتافات تحيا مصر لدعم الدولة والرئيس السيسى.. وهى الذكرى التى يروق للمصريين الاحتفال فيها بالنصر على العدو الصهيونى الإسرائيلى بها وتيمنًا بالشهر الكريم الذى ينسبون إلى فضله وكرمه النصر على الأعداء.. هذا النصر الذى أعاد لمصر العزة والكرامة بعد الهوان والانكسار.. النصر الذى أزاح عنها وعن الأمة العربية عار نكسة يونيه إلى عزة ونصرة الانتصار.

يا سادة.. هذه هى مصر وهذه هى أيامها ولياليها الحلوة.. وهؤلاء هم أبناؤها الذين لا يقبلون ولا يعرفون للهزيمة والانكسار سبيلًا.. السبيل الوحيد الذى يعرفه هذا الشعب هو العزة والكرامة فقد يصبر هذا الشعب كثيرًا ويتحمل ويظل يتحمل الفقر والجهل والمرض والظلم والطغيان والفساد.. ولكن الشىء الوحيد الذى لا يتحمله هو أن ينكسر أمام أى دولة كانت أو أنظمة أو جماعات.. هذا الشعب الذى حير وما زال يحير العالم.. فالمولى وحده هو الذى جعله فى رباط إلى يوم الدين.. الله وحده هو الذى أعز أرضه وأمنها وذكرها أكثر من مرة فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم.

ومن حسن الطالع أن تحتفل مصر بنصر أكتوبر مع فشل دعوات أعداء الوطن للخروج فى جمعة غضب أولى وثانية لهدم الوطن وكسر مؤسساته ليعود الجهل والإرهاب وظلام العقول وقسوة القلوب لتحكمنا مثلما حكمتنا فى السنة السوداء لحكم الإخوان.. ففى مفاجأة مدوية، تُسقط كافة الادعاءات والأكاذيب التى تروج لها جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها، وقناة الجزيرة القطرية، فيما يسمى بـ«جمعة الغضب» فأحد الحسابات على مواقع تويتر، نشر «سكرين شوت»، يوضح عدد المشاركين فى هاشتاج «جمعة الغضب» على تويتر، حيث قال «أحد المختصين تمكن من تتبع الهاشتاج الذى يطالب بجمعة الغضب- فوجدنا أن مجموع من كتب فى الهاشتاج 173.215 تويتة. دعوات جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم المقاول محمد على لم تلق أى استجابة تذكر على أرض الواقع بينما يحاول الإخوان تصدير أن الميادين تمتلئ عن آخرها بالمتظاهرين، وهو الأمر الذى رد عليه المصريون بالخروج وملء الميادين حقًا ولكن فى جمعة غضب المصريين ضد صلف القنوات المعادية بشكل يليق بحضارة هذا الشعب الذى عبر عن احترامه لوطنه وقادته تيمنا بنصر أكتوبر وخرجوا بالإعلام يباركون ويهتفون لمصر وللدولة وللرئيس السيسى.

يا سادة.. قالها السادات رحمه الله عن «مراكز القوى» إبان حكمه لمصر عندما قدموا له استقالات جماعية.. فقال فى كتابه «البحث عن الذات» دول المفروض يتحاكموا بتهمة الغباء السياسى هما قدموا استقالتهم علشان يعملوا فراغ دستورى وأنا قبلتها «يا الله» ما أشبه اليوم بالبارحة، خمسون عامًا مضت على تلك الجملة ليؤكد أعداء الوطن من أبنائها بالداخل فى كل وقت وزمان أنهم يتمتعون بالغباء فى أبسط صوره كما وصفته «مقوله أينشتاين» «الغباء هو تكرار فعل نفس الشىء عدة مرات وانتظار نتائج مختلفة» أو تتصور أن إنجازًا سيحدث، وهذا ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية ليل نهار لتثبت للجميع أن تشكيلها الداخلى أشبه بقطعان الخراف التى ضلت الطريق بعدما فشلت كل مزاعمها ودعواتها فى نشر الفوضى والتخريب والتحريض على الدولة ومؤسساتها

 يا سادة.. ليتنا نستمع إلى رجاحة عقل الرئيس السيسى الذى تعامل منذ الوهلة الأولى لحكم هذا الوطن مع أعدائها والمتآمرين عليها بالتجاهل والاستمرار فى مسيرة التنمية والبناء، فمصر التى مازالت فى طريقها الأخضر نحو البناء والتعمير بكل صوره وأشكاله لن تلتفت لأى محاولة تجرها وتجرنا معها إلى الوراء أو تُعوَق هذه المسيرة فقد فهمنا الدرس جيدًا واعتدنا المحاولات الساذجة من إخوان الإرهاب وأنصارهم، لذلك علينا أن نعمل ونجتهد وننظر للأمام، فالأوطان يبنيها العمل لا النضال من شاشات الموبايل أو عبر ما تصدره السوشيال ميديا من حيل وأكاذيب.. وهنا أتذكر ما قاله اللواء أحمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة السابق، إن ما حدث فى جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 كان ساعة الصفر لتحقيق المخطط الصهيونى العالمى الإخوانى فى المنطقة، التى خططت لها وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.. حينما أوضح خلال كلمة له فى مؤتمر بيت العائلة الأول بعنوان «معا ضد الإرهاب»، أن المواجهة الأمنية تختلف تمامًا عن مواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج استراتيجية لمواجهة الاٍرهاب، تكون وطنية إقليمية عالمية حتى تؤتى ثمارها.

يا سادة.. أبدًا لا ولم ولن تنكسر مصر مهما أراد لها أعداؤها الذين يتحالفون ضدها ويسخرون كل أنظمتهم وأجهزة مخابراتهم من أجل ذلك طالما أن هناك «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» صدق الله العظيم، ونحن على ذلك من الشاهدين.. شاهدين أن رجال مصر من جنودها وضباطها لا يبالون بأرواحهم من أجل عزة مصر هذا الوطن الغالى علينا جميعا.

يا سادة.. لا يستطيع أحد أيًا ما كان أن ينكر أن مصر والأمة العربية تعيش فرحة ما قبلها وما بعدها فرحة.. فرحة توازى تلك الفرحة التى فرحها الوطن العربى بنصر أكتوبر المجيد 1973، عندما أعطت الأمة العربية درسًا للعالم أجمع بالوحدة الوطنية والبنيان المرصوص وانتصرت ليس مصر فقط ولكن الأمة العربية على العدو الصهيونى وفى كل يوم ترسل الأمة العربية نفس الرسالة إلى العالم أجمع عن وحدة تلك الأمة وتماسكها وترابطها رغم كل محاولات الغرب وأمريكا فى تفتيتها والانقضاض عليها وعلى ثرواتها.

 بالأمس انتصرنا على العدو الصهيونى واليوم ننتصر على العدو الإرهابى الذى تدعمه دول وأجهزة مخابراتية على أعلى المستويات وللأسف اتخذوا من الإسلام جدارًا يخفون وراءه أطماعهم تلك.. الحرب على العدو الصهيونى قادها الجيش المصرى وظهيره شعبه وأمته العربية والحرب على الإرهاب قادها أيضًا الجيش المصرى وظهره أيضا شعبه وأمته العربية.

يا الله شكرًا لك فأنت وحدك بعزتك وجلالك من تقف بجوار مصر منذ قديم الأزل وحتى الآن فلم يكسرها عدو أو محتل أو طامع أو غاصب أو إرهاب..إنها مصر القرآن والإنجيل فهنيئًا لها بشعبها وجيشها وشرطتها وظهيرها الذى يظهر وقت الشدة أمتنا العربية وأنتم أيها المغرر بكم أليس لكم عيون تبصرن بها أو آذان تسمعون بها أو عقول تدرك دروس التاريخ التى تتكرر وأنتم لها وعنها معرضون فمتى تفيقون؟ التاريخ قال كلمته وانتصر لمصر على الإرهاب والدول التى تدعمه عربية كانت أو خارجية والوطن العربى شهد شهادته أن مصر أم الدنيا وقلب العروبة وهم لها وبها مؤمنون وفى ظهرها واقفون، أما عجلة العمل والتقدم إلى الأمام والتنمية المستدامة فقد انطلقت ولن يستطع أيًا من كان أن يوقفها.. فإما أن تلحقوا بها وإلا فأنتم الخاسرون.

همسة طائرة.. الرئيس «السيسى» هنيئًا لك ثقة شعبك وأمتك العربية بك ونصرك ومن معك على من مكروا لمصر والأمة العربية فكان الله خير الماكرين.. وهنيئًا لك بشعب إذا ناديته لبى النداء ماشيًا أو زاحفًا أو على عكاز أو محمولًا على كتف شبابه فلا تخذله.. الشعب المصرى من أطيب الشعوب وهو أيضًا من أعند الشعوب إذا أحب باع عمره ودمه من أجل من أحب وإذا كره أزاح من كره مثلما فعل فى رئيسين خلال أقل من 3 سنوات.. أما أنت ففى كل مرة ورغم قسوة الضغوط الاقتصادية عليه وفاتورة الإصلاح السياسى والاجتماعى وثورة تصحيح البنية الحياتية للوطن، إلا انه يحبك ويتحمل من أجل وطنه فهو بحاجة لحضن دافئ يحتضن آلامه ويد حانية تطبطب لتخفف مرارة ما عاناه من ذل وفقر وهوان على مدار عقود مضت.. خرج لك الكبار أملًا فى مستقبل أفضل لأبنائه الذين مؤكدًا سيفيقون من تلك الأوهام المخدوعين بها الآن وبالنسبة لهم فأملهم ميتة سوية ومرد غير مخزٍ ولا فاضح وأسأل ضحايا المرض والفقر وظلام العقول والقلوب فى العقود السابقة.. أما أنت يا أكتوبر النصر فمصر دولة ما زالت لن تنكسر أبدًا بإذن الله.