رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ببساطة كانت خطة ألمانيا النازية لغزو تشيكوسلوفاكيا هى تطبيق عملى لنظرية وزير الدعاية العبقرى (جوزيف جوبلز) فى كيفية التدمير الذاتى للدول دون أى تكلفة عسكرية أو بشرية تذكر من خلال شن حرب نفسية شعواء تركز على الأقليات الموتورة، وتدعيم المناضلين الفاسدين واحتضان الأناركيين واستقطاب ذوى الميول الإجرامية بتبنى أهدافهم وتهويل مظالمهم وتهييج أحاسيسهم بمزيج من الدعاية السوداء والشائعات الباطلة لتأليب طبقات المجتمع باستثارة حنق الفقراء على الأغنياء وغضب أهل الريف على سكان المدن وخلق صراع أجيال وهمى بين الشباب والشيوخ وبذلك تتغير القناعات وتنحرف السلوكيات ومن ثمّ تنخفض المعنويات وتتحطم ارادة الشعب وتتحقق درجة من الفوضى يمكن معها التلاعب بمقدرات الدولة وفق ما نشاء ولأن الرأى العام لا يعتمد على الخبرة الشخصية أو التحقق من دقة الأحداث والمواقف وغالبا يستسلم للدعايات التى تسيطر عليه دون أن يشعر.

لقد كانت الصحافة هى الموجه الوحيد لكن التلفاز سحب البساط بتغليب الصورة على التفكير الهادئ والتهور على المنطق. وهذا ما أكدته دراسة (تشاكونين) بعد الحرب العالمية الثانية بعنوان (اغتصاب الجماهير بواسطة الدعاية) للأسف هذه الدراسة طبقتها قناة (الجزيرة العبرية) حرفيا على العالم العربى ليس سرا أنها تأسست خلف أجندات استخباراتية خارجية تريد استعمار العقل العربى الجمعى وتدفعه إلى هاوية الانتحار الجماعى من خلال منظومة محترفة. يديرها المرتزقة والروبوتات الإعلامية.

وهنا يتساءل المرء لماذا لا تقدم الجزيرة نسختها الفارسية دعما للإسلام السنى أو نسختها العبرية دعما لتحرير القدس، أم أن الدسائس والمؤامرات والتلاعب بالعقول موجهة فقط للشعب المصرى الشقيق؟ تطلق الجزيرة مدفعيتها الثقيلة ليل نهار صوب حصون الجيش بالتشكيك فى نزاهته وشرفه المهنى لأنهم يعلمون أن مكانة الجيش راسخة فى ضمير ووجدان المصريين ومع ذلك لا يكفوا عن الهمز واللمز بإنتاج أفلام مضللة وتقارير مفبركة عن هدم المنازل وقتل المدنيين العزل فى سيناء واتهام القادة بالفساد المالى والإدارى كل هذا العبث لم ينجح فى استنساخ نموذج تفتيت تماسك الجيش مثلما حدث للجيش العراقى والسورى وتسبب فى اسقاط الدولة.

والذى نفسى بيدى عار على كل مصرى مؤيد أو معارض أن يسمح لثلة من البدو الأجلاف يعانون من عقدة النقص تجاه حضارة دولة عريقة جاءت ثم جاء التاريخ بعدها يدفعهم حقد دفين أن يتحكموا بمصير كل شعوب المنطقة لصالح أطماع الأغا التركى فى كعكة غاز المتوسط العاجز على اجتياز الخط الأحمر.

كان ولا زال بإمكان النظام الحالى أن يسير على درب من سبقوه ويبرم بانتهازية صفقة مشبوهة مع التنظيم المافياوى تحت جنح الليل بإحدى الزنزانات تقضى بفك رقاب القوم مقابل كف الأذى الا أنه أبى واختار الطريق الصعب وعقد العزم بشجاعة على مواجهة حاسمة مع إرهاب طيور الظلام الذى على ما يبدو يلفظ أنفاسه الأخيرة.