رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

استعان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بقاموس Oxford الشهير ليستخرج كل النعوت الصادمة، لإفاقة العالم من مغبة التساهل مع وحش رهيب، كوفيد-19، فيروس كورونا صرع مليون شخص حول العالم..

‏ýيصف جوتيريش الكارثة الإنسانية «أمر مرعب ورقم صادم للعقل». وفى رسالة حزينة إلى البشرية بمناسبة الضحية المليون، يقول: «لقد كانوا آباء وأمهات وزوجات وأزواجا وإخوة وأخوات وأصدقاء وزملاء.. لقد تضاعفت الآلام بسبب وحشية هذا المرض.. مخاطر العدوى تحرم العائلات من المشاركة فى الفراش. وغالبا ما كانت عملية الحداد والاحتفال بالحياة مستحيلة».

‏ýوحذر جوتيريش من أنه «لا نهاية فى الأفق لانتشار الفيروس، ومع ذلك، يمكن التغلب على الوباء من خلال القيادة المسئولة والتعاون والعلم، ‏ýوأى لقاح يجب أن يكون «متاحًا للجميع وبأسعار معقولة».

عند النقطة الأخيرة نتوقف هنيهة، يبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة لايزال يحلم بمدينة أفلاطون الفاضلة، لم يصله خبر صادم قال به «أندرى ملادينتسيف» الرئيس التنفيذى لشركة تطوير الأدوية «بروموميد» الروسية، يقطع بأن التكلفة الموصى بها للدواء لعلاج عدوى فيروس كورونا الجديد «أربليفير» يعادل 137 يورو، بحساب اليورو يصل سعر العقار الروسى 2,530.39 جنيه مصري، وهو سعر باهظ لا تقدر عليه الدول الفقيرة.

تخيل سعر مليون جرعة فقط لا غير وهى أقل كمية لتحصين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة سواء الأطقم الطبية أو كبار السن أو المرضى بأمراض مزمنة.. هذا جنون، وسعار تجارى، إنهم يتاجرون فى الحق فى الحياة.

يلزمنا العودة إلى أخلاقيات اللقاحات التى تحدث بها المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، «مايك رايان»، وخلاصتها حتى لو حصلنا على لقاح فعال، يجب أن يكون هذا اللقاح متاحا للجميع.. ويجب أن يكون هناك وصول عادل ومنصف إلى هذا اللقاح للجميع».

العالم لن يكون محميا من فيروس كورونا ما لم يتم تطعيم الجميع؟ كيف نضمن حصولنا على ما يكفى من هذا اللقاح فى الوقت المناسب؟ وكيف نضمن أن نتمكن من توزيع هذا اللقاح على السكان فى جميع أنحاء العالم؟.. وكيف نقنع الناس بتناول اللقاح الجديد؟

نعم لا ينبغى أن يكون اللقاح من أجل من يملكون وإنما من أجل أولئك الذين لا يستطيعون تحمله أيضا.

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وعد بتقديم اللقاح مجانًا للأمم المتحدة وموظفيها. ولكنه لم يعد بإتاحة العقار (مجانا) أو حتى بأسعار تعاونية للدول الصديقة والفقيرة.. وكان هذا متوقعا، ولكنه خيب الآمال جميعا فى ولادة منظومة عالمية تعاونية لمكافحة الوباء، ناهيك عن اقتراح بوتين بقمة مع الدول المهتمة بتطوير لقاحات ضد كورونا، هذا تعاون المنتجين ولكن أين مكان المستهلكين على طاولة هذه القمة المقترحة.

بوتين يسوق عقاره «أربليفير» من أعلى منصة عالمية، فى إعلان تفوق المختبرات الروسية على كافة المختبرات التى تجتهد فى إنجاز الاختبارات السريرية على لقاحات مماثلة، وعلى وشك تسجيل عقار ثان لتسجل خطوة متقدمة يصعب اللحاق بها أوربيا وأمريكيا، ستضع الجميع خلفها، تبقى أن تخفض أسعار العقار عالميا حتى تصل باللقاح الروسى إلى المناطق الدافئة.

عالميا اللقاح الأرخص سيكون الأكثر رواجا، اقتصاديات الدول لن تتحمل المغالاة فى الأسعار خاصة أن من حقها كسر براءة الاختراع فى ظل الجائحة.. وتلك قصة اخرى!