رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صكوك

 

 

يأتى شهر أكتوبر من كل عام لنتذكر ونذكر العدو الصهيونى بتلك الضربة الموجعة التى أرهقته وجعلته حتى يومنا هذا يقف وقفة ريبة وخوف أمام قواتنا المسلحة المصرية الباسلة.. ولكن علينا أن نتذكر أيضًا بعض الأحداث خلال تلك الحرب والتى كان الإعلام بطلًا فيها بل وسببًا فى إقالة مهندس نصر أكتوبر والذى أخذت منه نصًا تلك الفقرات، من مذكرات سعد الدين الشاذلى قائد أركان حرب القوات المسلحة فى حرب أكتوبر والذى عين فى هذا المنصب فى مايو 1971.

كتب الشاذلى فى الفصل السادس والثلاثين، قصة إقالتى من منصب: لقد اتفقت مع أحمد إسماعيل قبل الحرب على أن تكون بلاغتنا العسكرية دقيقة وصادقة وأن تذكر الحقائق كلها مجردة من أي مبالغات أو أكاذيب كما كان الحال فى حربنا السابقة مع إسرائيل. وقد التزمت القيادة هذا الخط إلى أن جاء يوم ý14 من أكتوبر 71 الذى خسرنا فيه حوالى 250 دبابة مقابل خسائر محدودة من العدو.

ونظرًا لما كان يحس به السادات وأحمد إسماعيل من شعور بالذنب- لأنهما هما اللذان أصرا على هذا الهجوم على الرغم من معارضتى أنا وقادة الجيوش كما سبق أن ذكرت- فقد صدر البيان العسكري؛ ولأول مرة منذ بداية الحرب؛ وفيه تزوير للحقائق. ثم جاء بعد ذلك اختراق العدو فى منطقة الدفرسوار ونفت البيانات العسكرية نفيًا قاطعًا وجود أى اختراق للعدو غرب القناة وبعد أن تطورت قوة العدو فى الغرب إلى الحد الذى أصبح معه مستحيلًا إخفاء وجود هذه الاختراقات عمدت البيانات إلى التقليل من أهمية هذا الاختراق.

وعندما كنت أناقش هذا الموضوع مع الوزير وأطالبه بضرورة إعلان الحقائق فإننا كنا تصطدم مع عقليتين عقيدتين مختلفتين تمامًا. فقد كان يقول إن إذاعة هذه المعلومات السيئة سوف تكون لها أثر سيئ على الروح المعنوية للقوات المسلحة وعلى الشعب. وكنت أقول إن المعلومات السيئة تستحث الهمم وتولد عند كل مواطن روح التحدى للعدو وتدفعه لأن يقدم لوطنه أقصى ما يستطيع أن يقدمه. كما أن إعلاءها للقوات المسلحة سيدفع التشكيلات والوحدات غير المشتركة وفى القتال لكى تكون اكثر تعاونًا واستعدادًا لتقديم المساعدة والدعم للقوات المشتركة فى القتال.

وفى مقابلة صحفية مع المستر أرنولد بورشجريف محرر مجلة نيوزويك الأمريكية؛ تكلمت معه بمنتهى الحرية والصراحة وأجبت عن أسئلته كلها وذلك فيما عدا المعلومات التى قد يستفيد العدو من إذاعتها.

وذكر الشاذلى فى مذكراته وأسباب إقالته ما نشر فى جريدة الأهرام من أكاذيب واعترضه على نشرها وفى صباح يوم ý١١‏ من ديسمبر ظهرت جريدة «الأهرام»؛ وفيها تصحيح للخبر واعتذار عن الخطأ وأعطت بعض التبريرات لهذا الخطأ. ويقول الشاذلى لقد بلغ التحدى بينى وبين السلطة السياسية مداه. لقد تحملوا منى الكثير وكان لابد أن يتخلصوا منى وفى مساء يوم ١١‏ من ديسمبر 77 أقالنى السادات من منصبى كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.