رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

 

بعض الأهالى ما زالوا يحتفلون بنوابهم فى مجلس الشيوخ، فمناضر العائلات مفتوحة لاستقبال المواطنين المهنئين للنواب، ولاستقبال النواب الشاكرين للناخبين، ومن حق المواطنين أن يفرحوا بإنجاز استحقاق الشورى، ومن حق النواب أن يفخروا بثقة الأهالى.

لقد بلغ الاحتفال بأحد النواب بتصويره نفسه «سيلفى» مع كارنيه العضوية بعد استخراجه من المجلس، وإرساله الصورة إلى صفحات أهالى الدائرة ليدخل الفرحة إلى قلبوهم، ولينعموا بإنجازهم بأنهم كانوا وراء حصول مرشحهم على المقعد. أحد شباب القرية بالغ فى ترحيبه بالنائب عندما زارهم وسط موكب من السيارات، وقال الشاب على صفحته: اليوم استقبلت حضرة النائب رجل كل العصور، طبعاً كان الشاب يمدح النائب، ولا يقصد بعبارة كل العصور أنه متلون، يغير جلده حسب الوضع الجديد، جارياً وراء مصلحته فقط، مطبلاتى يعنى، الشاب طبعاً كان حسن النية، وما أكثر حسنى النية فى بلادنا، لكن على الجانب الآخر فى انتخابات مجلس النواب، أعلن بعض المرشحين أنهم يخوضون الانتخابات نزولاً على رغبة أهالى الدائرة، وأحدهم قال إنه تلبية للمطلب الشعبى من أبناء دائرته الذين يلاحقونه باستمرار قرر خوض الانتخابات، وأنه لن يرفض طلب ناخبيه الذين ارتبط بهم منذ الصغر، فهو نوع من الدعاية انتشر فى الفترة الأخيرة، وقد يكون أهل دائرته لم يسمعوا به قبل ذلك، أو يكون قد انقطع عنهم بعد أول تجربة انتخابية، أو يكون قد تم طرده من مكان ما، فلجأ إلى أهل الدائرة يستسمحهم.

تقليب العيش انتشر بكثرة فى الفترة التى سبقت ثورة 30 يونيه، وظهرت خلال هذه الفترة تصرفات من نوعية نائب كل العصور، وعلى السوشيال ميديا قد تصادفك صور تجعلك تستلقى من الضحك، ليس لأنها كوميدية، أو فيها لقطة فنية جديدة، لكن لأن فيها وصلة نفاق مصورة مع سبق الإصرار والترصد. مثلاً مذيع يجرى حواراً مع «مرسى» خلال فترة حكم الجماعة، يقول له أنت قاعد فى التجمع فى شقتك ومش رايح القصر، حضرة المذيع استنطق مرسى حتى يظهره بأنه متواضع لا يهوى حياة القصور، وأنه قابع فى شقته، المذيع يقول له عظمتك فخامتك متواضع لهذه الدرجة. واحد تانى يلطع قبلة على يد شاب أصغر من أبنائه لزوم التسليك والمرور، وواحد تالت يقسم أن الإخوان دخلوا ولن يخرجوا من السلطة، يا عالم دول قاعدين 500 سنة، وفجأة ينال الأخ على ما كان يسعى إليه.

هؤلاء المطبلاتية عيب عليهم أن يظهروا مرة ثانية بعد أن نشر أحدهم أنه وعماله يشيدون بانتخابات فوز الجماعة، المصالح كانت تتصالح، والآن يحاولون العودة للبحث عن فرصة جديدة، وبأى ثمن، وبأى إجراء، هؤلاء المتلونون لا بد لهم أن يمتنعوا، لأن الذين يفضلون مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن لا يستحقون تمثيل الشعب فى برلمانات أو فى أى مناصب أخرى، ولا بد أن يخجلوا.

أما حضرة النائب الذى دخل منضرة صعيدية على أنه رجل كل العصور، فأنا أعذره لأن ما قيل يعد خطأ غير مقصود من أحد أنصاره.

 حضرة المواطن اقفز من أى مركب لتنجو من الغرق إلا مركب الوطن، فإذا غرقت وعاش الوطن فأنت شهيد، وإذا نجوت فأنت بطل وتجد الملايين يحملونك على الأعناق.