رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

لابد أن كل عربى يشعر بالأسى، وهو يرى أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أحرص على لبنان من غالبية رؤساء الأحزاب السياسية فى بيروت!

وقد بلغ به الضيق وربما القرف مما يجرى سياسيًا فى العاصمة اللبنانية، إلى حد أنه وصف الأحزاب التى تسببت فى عدم تشكيل حكومة مصطفى أديب بأنها ارتكبت: خيانة جماعية!

ولابد أيضًا أن هذه هى المرة الأولى التى نسمع فيها عن خيانة جماعية، لا عن خيانة ارتكبها شخص، أو شخصان، أو ثلاثة!!.. أو أكثر أو أقل.. وإذا كان ذلك يشير إلى شيء، فإنه يشير إلى حجم الجريمة التى يرتكبها هؤلاء الساسة فى حق بلد جميل اسمه لبنان!

ويعرف المتابعون للشأن اللبنانى أن ماكرون زار بيروت مرتين، إحداهما فى أعقاب الانفجار الهائل الذى هز العاصمة فى الرابع من أغسطس، والأخرى بعدها بأسبوعين وفيها خرج من المطار إلى بيت فيروز مباشرةً، ثم أنهاها باستقبال ماجدة الرومى!

وفى المرتين كان يدعو الساسة فى لبنان، من أول الرئيس ميشيل عون لأصغر رئيس حزب، إلى أن يقدموا الصالح العام لبلدهم على كل ما عداه من مصالح حزبية وطائفية ضيقة، وأن يجعلوا لبنان كوطن فى المقدمة دائمًا، ليأتى من بعده أى شيء آخر!

وفى سبيل هذا الهدف جرى اختيار السفير مصطفى أديب ليشكل حكومة وطنية بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، وقد جلس الرجل مرات مع عون، ثم مع نبيه برى رئيس مجلس النواب، الذى يوصف مع حزب الله بأنهما يمثلان الثنائى الشيعى هناك!

وكان الأمل أن تتشكل الحكومة سريعًا، لأن أحوال البلد تنتقل من سيئ إلى ما هو أسوأ منه، ولأن طول الانتظار بغير حكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد الانفجار، يمكن أن يذهب بلبنان كله إلى الجحيم على حد تعبير عون نفسه، وهو يخاطب اللبنانيين قبل أيام!

ولكن الثنائى الشيعى تمسك بأن تكون وزارة المالية من نصيبه هو وصمم على ذلك، وقد كانت الموافقة على ما يطلبه معناها أن تكون الحكومة الجديدة أى شيء إلا أن تكون حكومة وطنية.. فالمطلوب فى الحكومة الوطنية بجد أن يكون وزير المالية لبنانيًا على كفاءة مطلوبة لمنصبه، بصرف النظر تمامًا عن انتمائه الطائفى أو السياسى أو أى انتماء آخر.. لبنانى وفقط.. لبنانى ينتمى إلى لبنان بلدًا ووطنًا، وسماءً، وأرضًا!

وهذا ما لم يفهمه الثنائى ولا استوعباه، فاعتذر أديب شاكرًا ورافعًا ورقة التوت عن كل الساسة الذين يحملون الجنسية اللبنانية فى بطاقات الهوية، ولكنهم لا يحملونها فى القلب ولا فى الوجدان.. وسوف يأتى وقت يصادف فيه لبنان ساسة من نوع غير هذا النوع.. ساسة يعرفون قيمة لبنان الوطن، والأرض، والبلد، ويتصرفون على هذا الأساس!