رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

يمكن ان تحشر الادب الافريقى فى تعريف صغير محكم.. فأنا لا أرى الادب الافريقى كوحدة واحدة وإنما أراه كمجموعة من الوحدات المترابطة تعنى فى الحقيقة المجموع الكلى للآداب القومية والعرقية فى افريقيا.

جاء هذا الكلام الهام جدا حول الأدب الافريقى بشكل عام على لسان الروائى النيجيرى الرائع (نشينوا اتشبى) وذلك عند حديثه عن اللغات التى كتب ويكتب بها الأدب الافريقى، فالغة هى الحاضنة للثقافة والاساطير والرموز والروايات والاشعار والحكايات الشعبية وحتى الأمثال والحكم.

والمبدعون من الكتاب ينبع ابداعهم بالاساس ممن هم معنيون بتوجيه خطابهم اليهم- فهم لا يكتبون لانفسهم ولا لمن هم خارج حدود دائرة تواصلهم- فأحوال وظروف المعنيين بالخطاب -هى المحفز الرئيسى التى تثير الابداع لدى هؤلاء الكتاب.

وقبل أن استكمل معكم اعزائى باقى حديثنا عن الادب الافريقى، تعالوا بنا نذهب لجزء من رواية ( الحادثة ) للكاتبة السنغالية «ميريام وارنر فييرا»، والتى كنت قد سردت لكم جزءا منها فى المقال السابق فى تلك المساحة، حتى نغوص ونتعمق اكثر فاكثر بالاجواء الافريقية الممتعة...

اخذتنى غفوة ملونة، من الياقوت والزمرد إلى بحر طفولتى الذى يهدد احلامى، فجلست وقد اخفيت قدمى فى الرمل الحار، ورحت اتابع الموجات البيض المزبدة وهى تتهاوى من حولى، وتؤرجحنى مع السرطانات الذهبية اللون التى كانت تخرج من ثقب لتختفى بسرعة فى ثقب آخر.

ابتعد الماء الملحى، وتدفقت افكارى، فبرزت صورة حمراء، ووصلت سيارة مسرعة... وبقيت مستمرة شاردة الفكر...

كانت الشمس تعلن عن بدء الصباح عندما وصلت هذه السيارة الحمراء المسرعة.....

ما الذى حدث؟؟؟

كنت انظر إلى المشهد من فوق، كأنى انثى مقذوفة فى الفضاء بفعل قوة غير مرئية كانت تجعلنى معلقة، ورأيت جسد امرأة وسط الطريق، مع بقع دم تغطى ثوبها الابيض، وثمة سيارتان احداهما السيارة الحمراء، تصادمتا لترتمى احداهما فوق الاخرى، وكأنهما فى لحظة عناق، وثمة مارة يعلقون على الاصطدام بضجة، كنت اسمعهم كأننى هذه المرأة الملقاة على الطريق.

ووصلت سيارة الاسعاف تطلق صوتا حادا، ونزل منها رجلان بسرعة وانحنيا فوق جسد الضحية، أهى أنا؟؟؟!!!! استمعت لصوتيهما من قريب، ثم لصدى تهكمهما وهما يرددان الكلمات نفسها، بعد ذلك قاما بوضع الجريحة على نقالة وحملاها فى سيارة الاسعاف.... وحل الصمت.

وهنا سكتت شهرذاد عن الكلام المباح (مؤقتا).... ممممممممممممم......

تأملوا معى كم المرونة والرشاقة فى الوصف والاحساس، ما هذا الجمال ايتها الساحرة السمراء!!!! يا لكِ من موهبة متميزة يا ابنة القارة الافريقية، تلك القارة التى عاش ابناؤها على مدى سنين وسنين طوال من الزمان كبضاعة يقوم باصطيادها اصحاب المصالح والاطماع وينزعونها من موطنها ليصدروها إلى اسواق العبيد حيث تجارة النخاسة بكل ما تحمله من اعتداء وظلم ووحشية، ولكن هؤلاء الابناء هم بشر برغم انف كل من ارادوا لهم غير ذلك.

بشر تلمسوا انتماءهم للجنس البشرى-رغم كل التحديات ورغم كل ما تعرضوا له من قهر- من خلال الكثير من النجاحات التى حققوها سواء على اراضيهم الخضراء او على الاراضى التى استعبدتهم، والتى وصلوا فيها إلى مستويات عالية من الانجاز الانسانى فى الفنون والعلوم والآداب.

ولحديثنا بقية...