رؤى
سعدت جدا بتوجيهات الرئيس للحكومة بإعادة النظر فى فترة إيقاف البناء على مستوى الجمهورية، ومطالبته الإسراع فى اعلان اشتراطات البناء الجديدة وإلغاء قرار الوقف، وسعدت أيضا بتوجيهه للحكومة بمد صرف منحة العمالة المتضررة من كورونا إلى نهاية العام.
فقد سبق وطالبنا الحكومة هنا بإعادة النظر فى قرار وقف البناء لمدة ستة أشهر، وقلنا بأن هذا القرار سوف يشرد الملايين من العمالة التى تعمل فى قطاع المعمار، مبيض المحارة، البناء، النجار المسلح، الفواعلية، الحداد المسلح، السباك، الكهربائي، النجار، المبلط، وقلنا أيضا أنه سوف يؤثر على الصناعة والتجارة المرتبطة بهذه الحرفة: مصانع أو قمائن الطوب، الرمل، الأسمنت، الجبس، وغيرها الكثير ممن يعيشون على هامش هذه العمليات: نصبة شاى، نقل المونة والمخلفات بكارو أو تروسيكل أو سيارة نقل، عربة فول. هذه العمالة التى تعيش على عملها باليومية والتى تعمل يومًا وتتعطل باقى الأسبوع سوف تتأثر حياتها، ولن يجدوا قوت يومهم، فكيف يلبون احتياجات الأسرة من الطعام يوميًا وهو عاطل بدون عمل.
هذه الشريحة من العمالة تأثرت بالفعل من القرارات الاحترازية الخاصة بالكورونا، بعضهم تعطل عن العمل، بعضهم كان يعمل يوما ويتعطل عشرة، وبعضهم أصيب بالفيروس، وقد عاد هذا على أسرهم، لأن عمله اليومى هو مصدر قوت أولاده، وتعطله عن العمل يعنى أنه سوف يمد يده لكى يستدين لتوفير وجبة طعام لأولاده، ومع إطالة مدة تعطله عن العمل بسبب كورونا أو قرار حكومى بوقف البناء، لن يجد من يقرضه، ولن يجد المال الذى يساعده على تسديد قروضه السابقة، وتسود الدنيا فى وجهه، ويضطر إلى مخالفة القانون لكى يوفر طعام أولاده، فما بالك عن فواتير الكهرباء، والمياه، والغاز، وايجار البيت.
والرئيس خلال افتتاحه مشروع تكرير البترول الضخم فى مسطرد نوه إلى خطورة هذه البطالة على هذه الشرائح، حيث من السهل جدا جرها إلى تبنى العنف تجاه المجتمع والحكومة والدولة بشكل عام، من ناحية لكى يوفر طعام أولاده، ومن ناحية أخرى لكى ينتقم لنفسه ولأسرته من القرارات التى دفعته وأسرته للتشرد.
توجيهات الرئيس بالعمل على صرف منحة البطالة حتى نهاية العام سوف يخفف عن هذه الأسر التى تضررت بشكل كبير من قرارات كورونا، وقرارات وقف البناء، وهؤلاء بالملايين ويعملون فى العديد من القطاعات، السياحة والمعمار وغيرها، لذا نحن نقدر ونثمن توجيهات الرئيس، ونطالب الحكومة بأن تسرع فى صرف المنحة وفى إلغاء قرار وقف البناء، والله الموفق.