عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

لم يقبل عقلى هذه الأفكار التكفيرية، ولا أخفى عليكم، حاولت أن أقترب منها فى سنوات المراهقة ولم أندمج وأحسست أنهم أراذل وعنيفون، وأنهم أقرب إلى أفكار التشدد ونهج فكر القتل وسفك الدماء.. فاقتربت من التصوف قليلاً ولم يدم هذا طويلاً، ربما يكون التصوف حالة من حالات الحب الإلهى والتجرد عن كل ما يلهيك من الحياة الدنيا بفكر التصالح مع النفس ومع الغير، لكن جاءت علينا الأفكار الوهابية القاتلة بعد أن هاجر المصريون إلى دول الخليج العربى، خاصة موطن الفكر الوهابى، وعاد المصريون يحملون أفكارًا لا تمت للإسلام- دين السلام- بصلة، فالإسلام مشتق من السلام والسلم، والمتابع للأديان السماوية يعرف تمام المعرفة أن الإسلام جاء بمبادئ وقيم وأحكام شاملة تصلح البشر فى كل زمان ومكان، شاء المولى عز وجل أن يختم الرسالات السماوية بشريعة لم تغفل جانبًا من جوانب الحياة إلا ووضعت له المنهج والطريق، ولا مشكلة إلا ووضعت لها الحل.

لقد أكدت الشريعة الإسلامية مفهوم السلام وحرّمت وجرّمت كافة أشكال الاعتداء على الإنسان سواء على ماله ودمه، نفس الإنسان مصانة فى الشريعة الإسلامية من خلال تشريعات سماوية شاملة تضمن شرع الله لحفظ النفس الإنسانية.

هذا ما نعرفه وهذا وتعلمناه من الدين الإسلامى الحنيف، أما ما نشاهده الآن من بعض المضللين والمضلين، ولا أريد الخوض فى أفكارهم الشيطانية ومفهوم الحاكمية كمفهوم عقائدى منذ أن نقلها سيد قطب عن المودودى، وبالبحث عن تلك الأفكار نجد لها جذورًا لدى أفكار المؤسس حسن البنا.

لقد أساء حسن البنا مفهوم الحاكمية المأخودة من المودودى، لأن البيئة التى أوجدها الاستعمار فى الهند والباكستان كانت هى الحاضنة لظهور المفكر الهندى ابى الأعلى المودودى- المولود سنة 1902 والمتوفى سنة 1979- الذى رأى- الكلام لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ـ أن المذاهب الغربية تخطط لإزاحة الشريعة الإسلامية من أن تكون مصدرًا للتشريع، وأن تستبدل بها القوانين والتشريعات الإنجليزية والبرلمان الإنجليزى، وخلفت أفكاره فى هذه البيئة، إلى جانب الاضطرابات التى كانت موجودة فى الهند وأدت إلى انفصال الباكستان.. يقول الإمام إن المودودى كانت نيته حسنة وهدفه نبيلاً، لكن الوسيلة للأسف الشديد كانت غير مثمرة وترتب عليها نتائج مازلنا نعيش ثمراتها المرة حتى الآن.. انتهى كلام فضيلة الإمام الأكبر. استدعى سيد قطب من جديد مفهوم الحاكمية وتشدد فيه لأنها انطلقت عند قطب من القول بجاهلية المجتمع، ثم تكفير المجتمع، ثم جواز قتل الناس وقتال المجتمع.

وهذا ما اتخذته وارتكنت إليه مجموعة موتورة من الناس الإرهابيين، وتفشت هذه المفاهيم المغلوطة الكافرة والتى تبيح قتل الناس وتناسوا قول الحق سبحانه وتعالى «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا» هذه هى القاعدة الأساسية فى القرآن الكريم، وهذا ما قاله المولى عز وجل فى محكم آياته لكى تكون قانونًا لنا جميعًا ولا يجب اختراقه مهما كان».

وللأسف الشديد نجد أن حسن البنا استغل عقول الشباب وأفهمهم أن قتال المسلمين حق وأننا أمة كافرة ويجب قتالنا وحرقنا وكأنهم أخذوا توكيلاً من الله سبحانه وتعالى بتنفيذ أحكام وفق أهوائهم وأنهم آلهة على الأرض وأن البنا رسول وقطب نبى الله فى الأرض.

الغريب فى الأمر والذى لا يقبله عقل أن ما يأتون به يخالف كتاب الله سبحانه وتعالى وآياته، ويخالف تعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك تجد مريدين وتابعين ينفذون ما يؤمرون به من كيد الشياطين.

يا سادة: إن الإخوان جماعة تكفر بالأوطان ولا تعرف الانتماء، وما قاله إبراهيم منير مرشد الجماعة الإنجليزى بأن مصر لم تعد وطنًا لهم، ويدعو منير إلى إزاحة هذا الوطن ليؤكد رؤية الإخوان لمصر بأنها لم تعدُ أن تكون مجرد لمكان كسائر مسميات البلدان الأخرى وأنهم يكفرون به كوطن لهم ولا يحملون أية مشاعر انتماء إليها.

هذا يناقض فكرة الوطن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة وقال فى حديثه الشريف «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت» الباحث فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يجد فكرة الوطن التى ينكرها جماعة إخوان جهنم، وليكن هذا فكرهم الضال الذى يأتى عليهم بالجهل.

وللأسف يسيطرون على عقول الشباب بهذه الأفكار المضللة مما يجعل الشباب تحت سيطرتهم وما نشاهده فى سيناء الحبيبة من بعض الإرهابيين ما هو إلا فكر شيطانى ونحمد الله أن قواتنا المسلحة وقوات الشرطة تتصدى لهم بالليل والنهار.. ما أزعجنى حقًا ما حدث فى سجن طرة من مباغتة بعض الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام لبعض ضباط الشرطة البواسل ما أدى لاستشهاد ضابطين وأمين شرطة وجندى.

هؤلاء المجرمون الدواعش كيف يؤمنون بما جاء به القرآن الكريم وما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. هل جاء رسول الله بالقتل والذبح؟ هل أمرهم رسولنا الكريم بقتل المسلمين أو قتل الناس..؟!

لا أعرف كيف اقتنعوا بهذه الأفكار الكافرة" وكيف يقتلون نفسًا بغير ذنب، وحتى لو ارتكبت  ذنبًا؟ ليس من حقك أن تعاقبه، فهناك قانون وهناك أولو الأمر أصحاب القرار..

أما أنكم تعتبرون أنفسكم آلهة على الأرض أو أخذتم من الله ميثاقًا لتقتلوا الناس وتحرقوهم بئس ما تفعلون.

حادث طره كان مروعًا، ويحتاج إلى دراسة عقلية ونفسية لهؤلاء الشياطين، ولابد من مواجهة أفكارهم بالحجة والمنطق وبالأسانيد القرآنية والأحاديث النبوية.

.. ومضة

الإسلام دين وسط دين السلام والمحبة والرحمة بين خلق الله.. وما تفعلونه لا يمت للإسلام بصلة، ويخدم فصائل أخرى ودولًا تحمل ضد مصر كراهية وحقدًا دفينًا..

حمى الله مصر وحفظ شعبها.