عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تضافرت أمريكا مع دولة بنى صهيون فى الخشية من حدوث أى اختلال فى توازن القوى الإقليمى ليصب فى غير صالح إسرائيل، وبالتالى يصبح من السهل عندئذ كسر معادلة التفوق العسكرى النوعى الذى تحظى به بما يدحض طموح الدولة العبرية فى حصانة السلام الذى تأمله لسبب بسيط وهو أنه سيبقى عندئذ سلامًا دون حصانة.

لهذا تظل إسرائيل حريصة على التميز، وبالتالى فلا تغيير فى سياستها تجاه مبيعات السلاح الأمريكى المتطور الذى يجب أن يكون حكرًا لها وحدها وليس لدول المنطقة. وهذا ما أكده وزير المخابرات الأسرائيلى بأنه لا تغيير فى السياسة المعارضة لبيع أمريكا أسلحة متطورة لدول عربية، حيث إن هذا من شأنه أن يقلص التفوق العسكرى لإسرائيل، فوفقًا لتفاهمات ترجع لعقود مضت ومن أجل الحفاظ على تفوق إسرائيل النوعى امتنعت أمريكا عن بيع أسلحة متطورة للشرق الأوسط يكون من شأنها الإخلال بالتميز العسكرى النوعى الذى تتمتع به إسرائيل، لا سيما وأنها لم تعط موافقتها على تغيير هذا الترتيب.

ولقد كشف النقاب عن أن هناك خلافات بين وزارة الدفاع الإسرائيلية من جهة وبين الموساد من جهة أخرى بشأن صفقة أسلحة متطورة للإمارات، فبينما تعارض وزارة الدفاع ذلك خشية من تسرب معلومات دفاعية حساسة لدول فى المنطقة معادية لإسرائيل إلا أن الموساد طلب من الوزارة بأن تسمح ببيع الأسلحة للامارات من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وعلى صعيد آخر شدد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى وأعاد التأكيد أن بلاده ملتزمة بالحفاظ على التفوق العسكرى الإسرائيلى فى المنطقة، وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة قانونيًا باحترام التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل وستواصل احترامه، وبالتالى فالأمر ليس بالجديد، فعلى مدى سنوات رفضت أمريكا طلبات الدول العربية بشراء أنظمة أسلحة أمريكية متطورة.

ويعود ذلك جزئيًا إلى عقيدة سياسية متبعة منذ فترة تتعلق بإسرائيل، ففى أعقاب حرب أكتوبر 1973 تعهد الكونجرس الأمريكى بالحفاظ على التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل فى الشرق الأوسط من خلال النظر فى موقف إسرائيل وأخذ رأيها قبل بيع أية أسلحة متطورة لجيرانها. وهكذا نجد أن التفوق النوعى الذى حصلت عليه إسرائيل لم يأت بضمانة أمريكية فقط وإنما جاء أيضًا بقانون لا يمكن لأمريكا بمقتضاه القبول بأن تعيش إسرائيل تحت وطأة الشعور بخطر يهدد وجودها. أخذًا فى الاعتبار بوزن إسرائيل ضمن مجمل المصالح الأمريكية الاستراتيجية.

ولأن إسرائيل حريصة على امتلاك القوة المتفوقة القادرة على الردع المطلق جاء حرصها على أن تمتلك دون غيرها من دول المنطقة السلاح النووى باعتباره إحدى أوراق الدفاع عن حدودها ضد أى خطر يتهددها. يضاف إلى ذلك حرصها على امتلاك التفوق النوعى فى التسلح ضد الدول العربية، وهو ما تحقق بالفعل لإسرائيل عندما حصلت على ضمانة أمريكية موثقة بقانون أمريكى يفرض على الولايات المتحدة أن تحافظ على امداد إسرائيل بكل الأسلحة التى تجعلها متفوقة على كل الدول العربية. ولهذا كان من الطبيعى أن تقف إسرائيل بالمرصاد ضد بيع أى أسلحة أمريكية متطورة نوعيًا لآية دولة عربية حفاظًا على التفوق العسكرى الإسرائيلى النوعى.