رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

فى الخامس عشر من سبتمبر الجارى وقعت الامارات والبحرين اتفاقيتين للتطبيع مع إسرائيل فى مراسم ترأسها دونالد ترامب بحديقة البيت الأبيض. ارتكزت الاتفاقات على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة والتعاون المشترك فى عدة مجالات مع إسرائيل. غير أنها لم تذكر أن إسرائيل ملزمة بوقف ضم الأراضى الفلسطينية المحتلة أو حتى تأجيلها. ولقد حرص كل من وزير خارجية الامارات والبحرين على التأكيد بأن اتفاق التطبيع مع إسرائيل هو سلام لجلب الأمل للمنطقة على أساس أن معاهدات السلام ستمكن الأطراف من مساعدة الشعب الفلسطينى أكثر، والتأكيد بأن القضية الفلسطينية لا تزال على رأس الموضوعات التى يولونها أهمية على أساس أن التطبيع مع إسرائيل يمكن أن يكون مدخلا لحل القضية الفلسطينية وليس العكس.

التطبيع مع الدولتين سيقود إلى اتفاقات تجارية واقتصادية وسيفتح المجال للتعاون فى مجالات التكنولوجيا والصناعة. وتأمل إسرائيل فى أن يرسخ التقارب بين الشعوب بحيث يكون سلاما دافئا تتحول إسرائيل بمقتضاه من عدو العرب المشترك إلى حليف استراتيجى. ويأتى اتفاق التطبيع ليصب فى مصلحة دولة الامارات حيث يدعم طموحها كدولة جعلت من نفسها قوة عسكرية ومركزا تجاريا ومقصدا لقضاء العطلات، كما أن أمريكا مهدت لابرام الصفقة عبر تقديمها وعودا بمدها بأسلحة متطورة كانت الامارات فى أمس الحاجة اليها، وهى تشمل مقاتلة إف 35، وطائرة الحرب الالكترونية (إى ايه 18 جى غرولر). غير أن إسرائيل ستكون المستفيد الأكبر من وراء التطبيع مع الامارات والبحرين لكونه يمثل إنجازا حقيقيا للكيان الصهيونى لا سيما وأن نيتانياهو يؤمن باستراتيجية (الجدار الحديدى ) التى وضعت فى عشرينيات القرن الماضى وتركز على أن القوة الإسرائيلية من شأنها أن تجعل العرب فى النهاية يدركون أن خيارهم الوحيد هو الاعتراف بوجودها، فإسرائيل لا تحب العزلة وتتطلع اليوم إلى أن يكون التطبيع مع دول الخليج سلاما دافئا ينعكس بدوره على الشعوب.

أمر آخر يتعلق بالتطبيع الجارى اليوم إذ إن تعزيز العلاقات مع دول الخليج يصب بالإيجاب فى صالح إسرائيل ضد ايران التى يعتبرونها العدو المشترك للطرفين. هذا فضلا أن اتفاقات التطبيع مع الامارات والبحرين تخدم ترامب فى الانتخابات الرئاسية القادمة التى ستجرى فى الثالث من نوفمبر القادم والتى يطمح ترامب بالفوز فيها ليحظى بولاية ثانية فى البيت الأبيض. إذ إن اتفاقات التطبيع التى وقعت من شأنها أن تدعم تفاخره بأنه أفضل صانع لصفقات السلام فى العالم، فضلاً عن أن التطبيع هنا يعد أداة يستخدمها كوسيلة ضغط إضافية على إيران، بل إن إسرائيل ستستفيد من زاوية أخرى حيث أن قواعدها العسكرية تعد بعيدة عن ايران أما تلك الخاصة بالامارات فتقع عبر مياه الخليج وهو ما يشكل أهمية فيما لو عاد الحديث من جديد عن توجيه ضربات جوية ضد المواقع النووية الإيرانية.