رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

حذر الرئيس السيسى المتربصين بمصر داعيًا إياهم بالكف عن التشكيك والكذب، قائلًا: «كفوا ألسنة الكذب والتشكيك عنا وخلوا الأموال اللى ربنا رزقكم بيها للبناء والإصلاح، مش لينا، ليكم انتوا».

يا سادة.. يأتى تحذير الرئيس هذا فى التوقيت الذى اشتعل فيه صغار أهل الشر ضد مصر وأهلها بعد الدعوات للخروج ٢٠ سبتمبر كتلك التى أطلقها المقاول الخائن العام الماضى وفشلت فشلاً ذريعًا لثقة الشعب المصرى فى رئيسه وقيادته وحكومته ودولته والتقدم الذى باتت تحرزه الدولة من تنمية شاملة منذ تولى أمر هذا الوطن الرئيس السيسى.. وانقسم الأمر إلى فريقين.. الفريق الأول استثمر هذه المرة فى ملف المخالفات الذى فتحته الحكومة المصرية على مصرعيه بعد عقود من السكوت والتجاهل، وهى مخالفات البناء والاستيلاء على أراضى الدولة وممتلكاتها والتى تحولت إلى «أسلوب حياة» لملايين على مدار عقود. المخالفات والتعديات التى أطلق عليها الرئيس «خراب للدولة» يعتبرها آخرون ممن بنوا على أراض زراعية وشيدوا عمارات واشتروا شققًا وبنوا محلات تجارية واستولوا على أرصفة وهيمنوا على مناطق بأكملها «ظلمًا للغلابة وجورًا على المساكين». وبالطبع لم تكن هناك فرصة أفضل أو أجواء أنسب لهواة الصيد فى الماء العكر أفضل من هذه.. وعلى الرغم من أن أرض الواقع فى مصر هذه الأيام لا تنبئ بثورة أو تنضح بملامح غضبة شعبية أو أمارات نزول الشارع بهدف إسقاط نظام أو إحداث تغيير أو أو إلا أن أعداء الوطن استغلوا فضائياتهم وأبواقهم ومواقع التواصل الاجتماعى والكتائب الإلكترونية للإخوان وفى ساعات قليلة، خُصصت صفحات على «فيسبوك» وابتُكرت هاشتاجات وكُتبت تدوينات وتغريدات وأعيد تدويرها وتشاركها لتبدو وكأنها غضبة ثورية من ملايين المصريين لقرار الدولة تطهير مصر من المخالفات والتعديات.

يا سادة.. ما أشبه اليوم بالبارحة.. المشهد هو المشهد مؤامرات ضد الدولة وترصد لأى أحداث بها من أجل تحقيق الحلم فى شرق أوسط جديد واستغلت كل شىء بدءًا من الإرهاب الأسود الذى لم يرحم أحدًا والدول العربية حولنا خير شاهد على ذلك.. المشهد فى سوريا والعراق واليمن هو المشهد الاحتلالى الذى غاب عن شعوب تلك الدول فآلت الأوضاع فيها لما آلت إليه من ضياع الوطن وتشريد الأسر على الحدود.

يا سادة.. يا مصريين علينا ألا ننسى نكسة 67 وهى تلك الذكرى التى كانت وما زالت وستظل نقطة سوداء فى تاريخ العرب وكفاحه المسلح ضد الاحتلال وأطماعه فى أراضيه وخيراته.. ولولا نصر أكتوبر المجيد 73 لظلت الأمة العربية تعيش موصومة الجبين.. ولهذا يا سادة كانت مصر وما زالت قلب العروبة النابض بالحياة والتحرر والانطلاق إلى الغد بخطى ثابتة.

فعندما قامت مصر بثورة 52 وحصلت على استقلالها لم تنس أمتها العربية وسعى الرئيس جمال عبدالناصر بكل قوته بدعم حركات التحرر فى الدول العربية من أجل الاستقلال.. ولكن الدول المحتلة لم ترض بذلك وزرعت لنا «إسرائيل» فى المنطقة «كمسمار جحا» وعفريت علبة «تخرجه للمنطقة من أجل إزعاج العرب الدائم.. وقد بدأ ذلك جليًا بمشاركة إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر مع فرنسا وإنجلترا سنة 56.. وبعد ذلك عدوانها الغاشم على الأراضى العربية فى 5 يونية 67 والذى انتهى بخسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

يا سادة.. أعلم أننا جميعًا نعرف هذا التاريخ جيدًا ونعيه ونحفظه ولكن تذكيرى هنا لهذا التاريخ.. هو أن نعرف كعرب أننا أمة مستهدفة ولم ولن تتركنا تلك الدول ننعم بخيراتنا وأراضينا.. والدليل على ذلك أنه عندما قامت ثورات الربيع العربى التى حتى هذه اللحظة مازلنا لا نعرف هل كانت ثورات حقيقة أم مؤامرة على الدول العربية؟ ما أعرفه أننا فى مصر قمنا «بثورة شعب حقيقية» يكفيها أنها أنقذت الشعب المصرى من فساد وإفساد واستبداد 30 عامًا من حكم المخلوع والدليل أن ثورتنا حقيقية هو أن الدول الغربية وأمريكا لم تجعلنا ننعم بتلك الثورة وزرعت لنا إسرائيل جديدة أشد ضراوة وأكثر قسوة منها هل تعلمون من هى إسرائيل الجديدة؟.. إنها «عصابة الإخوان المسلمين».. وجماعات الإرهاب المنتشرة هنا وهناك وهم لا دين لهم ولا ملة إلا مصلحتهم حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والجنسية والأرض والوطن والعرض فالذى يتنازل عن جنسيته.. ويقبل الأراضى التى قتلت وتقتل فى أطفال المسلمين والعرب هنا وهناك ما هو إلا صهيونى لا يعرف إلا أن يغتصب حقوقًا ليست له حتى ولو كان على جثة الآخرين.. ولكن مصر ستظل مصر وستنتصر كما انتصرت فى أكتوبر 73 فسوف تنتصر على الخونة والمأجورين.. ويكفى أن الرئيس السادات قد اختار يوم النكسة نفسه ليكون يوم الاحتفال بإعادة افتتاح قناة السويس عام 1975 أمام حركة الملاحة الدولية بعد ثمانية أعوام أغلقت فيها القناة بسبب العدوان الإسرائيلى، ليعلن فيه أن زمن الهزيمة قد انتهى وأن مصر استعادت قوتها وريادتها كما كان افتتاح قناة السويس الجديدة لهو الانتصار على الخونة والمأجورين والمعروفين بالإخوان المجرمين.

ويا شعب مصر.. عليك أن تعلم أن من سحق الجيش الأمريكى فى فيتنام والصومال هو «حروب العصابات».. وإن أهم سبب لتفكك الاتحاد السوفيتى هو هزيمة جيشه فى افغانستان بحرب عصابات أيضًا.

وعليه فيجب أن تعلموا أن جيشكم يخوض حرب عصابات فى سيناء وفى كل مكان وإن أبناءكم المرابضين على كل حدود الوطن يشنون حربًا ضروسًا ضد إرهابيين مدعومين ماليًا ولوجستيًا وعسكريًا ومخابراتيًا وسياسيًا وإعلاميًا من التنظيم الدولى للإخوان وقطر وتركيا وجهات غربية لا تريد الخير لمصر وأجهزة مخابرات وأنظمة دولية يزعجها أن يظل جيش مصر ثابتًا واقفًا متحديًا كل صعب وكل إرهاب والدليل على ذلك «القبض على 4 من» ضباط مخابرات اتراك وسط آخر كومة إرهابيين تم القبض عليهم من دواعش تركيا ابان حرب التطهير لسيناء من العناصر الإرهابية عام ٢٠١٨ وبكل تأكيد فإنهم كانوا من الفارين من حصار جبل الحلال وقتها.. هربوا من حصار قواتنا داخل الجبل ليقعوا فى مصيدة ضباط العمليات الخاصة فى مدقات الجبل.

همسة طائرة.. يا شعب مصر عليك أن تعلم أن رجال مصر فى الجيش والشرطة هزموا المؤامرة وهم صامدون.. ويواجهون حربًا ضروسًا ضد الإرهاب نيابة عن العالم.. فى ملحمة سيحكى عنها العالم ويؤكد أن مصر تتحدث ولذلك يخشى الجميع من حديثها وحديث رجالها لأنها عندما تحدثت هزمت «تنظيم دولى» حير العالم بأسره منذ عقود طويلة بإرهابه والآن وهى تتحدث وتعمل فليعلم الجميع أن حديثها سيغير أنظمة ويهدد كيانات.. لأن مصر التى تحدثت عن نفسها ستظل تتحدث ولابد أن يسمعها الجميع.

يا شعب مصر ويا شعوب العالم المحبة للحريات والأوطان أننا نخوض حرب وجود من أجلكم جميعًا تتحملها مصر وحدها جيشها وشرطتها الكل عانى ويعانى فى كل العالم من الإرهاب الأسود.. لا نطلب منكم المساعدة ولكن لا تكونوا منابر إيواء لهؤلاء الإرهابيين وأبواقهم والداعمين لهم فرغم الهزيمة والانكسار عبرت مصر إلى التحرر والانتصار.. ويا شباب مصر فلتؤمن بوطنك وجيشك ورئيسك ولتعلم أن مصر وأهلها فى رباط إلى يوم الدين فلتكن فى ظهر رئيسك الذى حمل كفنه من أجلى وأجلك وليعلم الجميع أن مصر سوف تعبر وتنتصر فى حربها الشاملة لأنها دائمة مقبرة الغزاة بالإرادة والتحدى..ويا سيادة الرئيس أن الفساد والفاسدين فى مصر هم أشد ضراوة والأكثر خطرًا على الوطن من الإرهاب فلا ترحمه ولا ترحم أذنابه الذين دائمًا وأبدًا ما وضعوا الشعب المطحون فى مواجهة مع حكومته وقيادته السياسية.. وأنتم أيها الفاسدون فى كل موقع ومكان بالدولة فلتعلموا أن قطار التنمية والتحرر قد انطلق وأبدًا لن ترجع عرباته للخلف.