عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

كنا نعلمهم الرماية كل يوم ولما اشتد ساعدهم رمونا، وكنا نعلمهم نظم القوافى ولما قالوا قافية هجونا!!، تقريبا كنا نعمل الخير فى أهله وفى غير أهله، فإذا صادف أهله ، فهم أهل له، وإن لم يصادف فنحن أهل له.

ما يؤلمنا بعد هذه التجربة الطويلة أن نرى البعض بعد أن اشتد عودهم يبحثون عن هدمنا بأموالهم وقنواتهم بدلا من أن يردوا الجميل الذى طوقنا به أعناقهم عندما كانوا بلا حول ولا  قوة، علمناهم من خلال جامعاتنا، وأرسلنا اليهم المعلمين لمحو أميتهم،  وإخراجهم من الجهل، وتنظيف عقولهم من التخلف، وساعدناهم بالمال، والكسوة، وساعدناهم فى تسليح جيوشهم، وفتحنا لهم مؤسساتنا لتدريبهم فيها على صقل الرجال، وتنمية المهارات،  وقدمنا لهم الأموال لانقاذهم من الفقر، كان بعضهم حفاة، عراة فكسونا عظامهم بالملابس والجلابيب، وأرسلنا لهم الأطباء لعلاجهم، كنا لهم الأخ الكبير الذى يضلل على أخيه الأصغر، دافعنا عن وجودهم، وأنقذناهم من الأطماع عندما ظهرت ثرواتهم، وعندما اطمأننا عليهم، وتأكدنا من اشتداد عودهم تركناهم يديرون شئونهم.

الظروف الاقتصادية فى هذا الوقت كانت تساعدنا على مد  يد العون للأشقاء، كنا أفضل منهم  بكثير، ولذلك مددنا لهم يد العون من أجل الخير والبناء فى أحلك الظروف الاقتصادية التى كانوا يمرون بها، وبعد أن تحسنت أحوالهم، وفتح الله عليهم بالثروات الطبيعية، لم نطلب المقابل، ولم ننتظر منهم شيئاً، كعادتنا فى التعفف، قلنا لهم لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، نحن نعمل الواجب لأنكم أشقاء.

حتى بعد أن تغيرت الظروف ومرت مصر بفترات صعبة، وأخصها بعد ثورة 25 يناير، وبعد سطو عصابة الاخوان الإرهابية  على السلطة، وتبين أنها عصابة فاشلة، ادى حكمها خلال عام الى تجويع الشعب، وتخريب المرافق، وعندما اكتشف المصريون انهم عصابة فاشلة جاءت  لهدف محدد وهو تحويل مصر الى امارة تحكم بطريقة معينة ثار المصريون، وطردوها من الحكم، وانحاز الجيش لثورتهم، واختار المصريون رئيسهم، وقرروا بناء دولة حديثة بأيدى أبنائها..  فى هذه  الفترة واجهت مصر ظروفا صعبة لم تلجأ مصر الى حد تطلب منه المساعدة أو رد الجميل، بعض الأشقاء وقفوا معنا، وقرروا دعمنا للخروج من الأزمة، ولكن هناك من وقفوا ضدنا، وبدلاً من أن يمدوا لنا يد المساعدة، مدوا يدهم للهدم.

فهل هذا هو رد الجميل هؤلاء طلعوا أندال بامتياز، سخروا أموالهم، وقنواتهم لتدمير مصر، يحاولون عض الإيد التى امتدت اليهم فى السابق بالعطف والرعاية حتى كبروا وصاروا رجالاً، كنا نعاملهم على طريقة الابن الذى يكبر تعتبره أخا، ولكنهم  أصروا على إيذائنا، ووضعوا أموالهم تحت  تصرف الإرهاب، جندوا الخونة والمرتزقة والضالين، ومدوهم بالأموال لارتكاب عمليات تخريب، وترويج للشائعات المضللة.

ما الهدف الذى تسعى اليه هذه الدويلة أو غيرها من تدمير مصر، وتشريد شعبها، ما الذى يجعلها تقدم الدعم للإرهاب الذى تمارسه الجماعات الإرهابية فى سيناء، وماذا تهدف من وراء احتضانها للمرتزقة من جماعة الاخوان ومدهم بالأموال للتشهير بمصير، والتشكيك فى الانجازات، والتشويش عليها للوقيعة بين الشعب والدولة وما الذي يجعلها تدير قنوات العهر للإساءة لمصر.

هؤلاء فسدة والله لا يصلح عمل المفسدين، لن تتمكن هذه العصابة من القفز على السلطة مرة أخري، ولن يمكنها الشعب من تدمير الوطن مهما دفعت هذه الدولة من أموال، لأن الشعب المصرى يعرف عدوه من صديقه. ولن ينحاز لمرتادى الكباريهات وأنصاف الرجال والخونة والضالين وأهل الشر الذين تحتضنهم دويلة صغيرة وتحرضهم على هدم مصر، الشعب يبلغ من الوعى الكافى للحفاظ على بلده، ولن ينجر الى دعوات الخبرات الممولة من الخارج، ولن يستمع الى مأجورين يتقاضون مقابل العواء على الوطن وانجازاته.

ولن يضع الشعب المصرى حاكم هذه الدولة فى حساباته لأن مصر أكبر بكثير من طفل كنا نحسن إلى أهله، ونقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء بالملابس التى كنا نرسلها اليهم ويحاول الحقير عض الإيد التى كانت تمتد اليهم. لكن يد مصر قوية لا يستطيع أحد عضها لأنه سيصاب بالتسمم الذى يقضى على حياته، فلحم المصريين مر، غير قابل للهضم، والدولة المصرية أكبر وأقوى من عصابة وأمير يصرف عليها، ويحرضها ضد الوطن.

هذه السواعد التي تحاول أن تمتد الي مصر بالإيذاء نحن قادرون علي كسرها، ولكن نتمني لهم أن يعودوا إلي رشدهم.