رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

ما زال كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى (ت 356هـ) على رأس قائمة المصادر التى تحظى باهتمام الباحثين فى الأدب العربى، ليس لأنه احتفظ لنا بصورة الحياة الثقافية فى العصرين الأموى والعباسى فحسب، بل لأنه يعد مصدرا رئيسيا لدراسة الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية ابتداء من العصر الجاهلى وحتى العصر العباسى، فلا غنى لباحث أو قارئ عن الأخبار والحكايات والأشعار التى ذكرها الأصفهانى فى الكتاب، فقد جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم وأيامهم ودولهم، مما جعل منه، حسب وصف ابن خلدون (ت808هـ) ديوان العرب».

الذى يقرأ سيرة الأصفهانى مؤلف الكتاب يكتشف أن بعض من ترجموا له رموه بالتشيع، قال التونخى (ت384هـ) فى نشوار المحاضرة: ومن المتشيعين الذين شاهدناهم، أبوالفرج الأصبهاني»، وحدد الطوسى (ت 460هـ) فى «الفهرست» مذهبه بقوله: زيدى المذهب، وقال ابن الأثير (ت 630هـ) فى كتاب «الكامل»: وكان أبوالفرج شيعيا، وهذا من العجب.

كتاب الأغانى، كما هو معلوم، قائم على أفضل مائة صوت غنت فى الغناء العربى حتى عصر هارون الرشيد (ت193هـ)، يعود الفضل فى اختيارها لهارون، فقد ذكر الأصفهانى فى مقدمة الكتاب ثلاثة أخبار، جميعها برواية إبراهيم الموصيلى (ت 188هـ) عن تكليف هارون الرشيد للمغنين باختيار أفضل مائة صوت، تم تصفيتها فيما بعد إلى أفضل ثلاثة أصوت، نقل الأخبار عن إبراهيم ابنه إسحاق (ت235هـ)، قام باختيار الأصوات إبراهيم الموصلى، وإسماعيل بن جامع، وفليج بن العوراء.

وقيل إن سبب تأليف الأصفهانى للكتاب يعود إلى الوزير المهلبى، يزيد بن محمد (ت 352هـ). وأنه جمعه فى خمسين سنة، ذكر ياقوت الحموى أن الوزير المهلبى سأل أبا الفرج الأصفهانى عن كتابه الأغانى والمدة التى قضاها فى تأليفه فأجاب الإصفهانى أنه ألفه فى خمسين سنة. وحمله إلى سيف الدولة الحمدانى (ت 356هـ) فأعطاه ألف دينار. وحكى ابن خلكان (ت 681هـ) عن الصاحب بن عباد (ت 358هـ) أنه كان فى أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها، فلما وصل إليه كتاب الأغانى لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها.

 ويرى ياقوت أن الكتاب لم يتضمن مائة صوت كما هو شائع، بل تسعة وتسعون صوتا فقط، قال فى معجم البلدان: «وقد تأملت هذا الكتاب.. وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء ولا يفى به فى غير موضع منه؛ كقوله فى أخبار أبى العتاهية: «وقد طالت أخباره ها هنا وسنذكر خبره مع «عتب» فى موضع آخر» ولم يفعل. وقال فى موضع آخر: «أخبار أبى نواس مع «جنان» إذ كانت سائر أخباره قد تقدّمت «ولم يتقدّم شيء.. والأصوات المائة هى تسعة وتسعون، وما أظنّ إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان غلب عليه».

[email protected]