عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

اثار حادث مقتل فتاتين بقنا والعثور عليهما داخل منزل والدهما مقتولتين بطريقة وحشية ،  عدة تساؤلات منها هل تغيرت قواعد وطرق الثأروفلسفته فى جنوب مصر. وعثرعلى جثمانَى فتاتين إحداهما تبلغ من العمر 18 عامًا والثانية 12 عامًا منحورتين بمسكنهما بجزيرة مطيرة بقوص ، فانتقلت النيابة العامة وتبين غياب والدهما عنهما لعمله بأسوان، وتم القبض على الجانى الذى أقر فى التحقيقات  بتفاصيل ارتكابه الجريمة انتقامًا من المجنى عليها الكبرى بعد علمه بارتباطها بآخر غيره إثر علاقة عاطفية كانت تربطهما منذ فترة، فضلًا عن طعنها فى شقيقاته وتحدثها بذلك مع مَن ارتبطت به، فقتلها بسكين من مسكنها.

 يا الله ماهذا ، إنه حادث خارج طرق ومبادىء الثأر، ولم يكتف القاتل بذلك بل قطع لسان القتيلة بعد أن كبلها بالحبال،  ثم قتل شقيقتها بعدما رأته يرتكب جريمته حتى لا يفتضح أمره، ومازالت القضية قيد التحقيق، ولكن هذا الحادث الذى  اثار الرعب فى نفوس البلدة ، رغم اكتشافه ترك تساؤلات عدة عن المستجدات التى طرأت على الاخذ بالثأر فى هذه القضية، فكان الرجل فى الصعيد لايثأر من الانثى بل يقول لانريد الحرمة بضم الحاء. كما لاتصل خصومة اللدد الى حد قطع اللسان أيضا، فمن النادر سقوط قتلى من النساء فى حوادث الثأر، إن أعراف الثأر تحافظ على المرأة والضيوف ، فلا يجوز مهاجمة الخصم إذا كان بصحبته أحد الضيوف، فإذا تعرض الضيف للإيذاء ، فيعتبرون دمه مضاعفًا، فالضيف برجلين، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء فالمرأة برجلين.

 وفيما يتعلق بمن يتم أخذ الثأر منه، ففى الغالب يتم استهداف القاتل باعتباره المسئول عن اندلاع الخصومة، ولكن فى بعض الأحيان تحرص بعض العائلات على قتل من يوازى فى أهميته وعمر قتيلهم المغدور ، فإذا كان المقتول أحد كبار العائلة يتم قتل من يساويه مقامًا فى العائلة الأخرى، أن تختار أقوى وأعلى شخصية من عائلة الخصم حتى يحترق قلب العائلة عليه وتكون خسارتهم فادحة، فالمرأة الصعيدية ترضع ابنها وتربى شقيقها على أن الثأر هو للرجولة ، وانه قدر محتوم لا مفر منه. 

والمرأة ايضا فى الصعيد لا تقف عند هذا الحد  فقط فى الثأر، بل إنها فى بعض الأحيان تحمل السلاح بنفسها،ان المطالبة بالثأر لها ضوابط معروفة فى الصعيد، فالأبناء هم الأحق بالقصاص لدم أبيهم، يليهم الأخوة الأشقاء ، فالأخوة غير الأشقاء، وإذا لم يكن للقتيل أبناء أو أخوة، فحق المطالبة بالدم ينتقل إلى أبناء العم الأشقاء او غير الأشقاء ، والثأر فى الصعيد لا يلزم سوى أقارب الدم أى من ناحية الأب فقط..

ان المتابع للخصومات الثارية على خلفيات قديمة يجدها تمتد إلى عشرات السنين، وطبقاً لإحصاءات ودراسات فإن أعداد ضحايا الثأر فى الصعيد تفوق ضحايا حوادث السير، ونجد ان المجتمع فى الصعيد يؤمن إيماناً راسخاً بضرورة الأخذ بالثأر، ووصل الأمر الى اعتقادهم ان من لايأخذ بثأر اسرته او نفسه يُولِّد العار ويستحق الطرد من العائلة ، حتى أصبح الثأر من الموروثات عن الآباء والأجداد، وفى النهاية تبقى كلمة الله اية ، فقال فى كتابه العزيز .فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم.