عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

كعادتى أتوجه أسبوعيًا للطبيب المعالج فى أحد معاهد طب العيون. بعد إصابتى بازدواج فى الرؤية وجحوظ واضح بالعينين، بعد إصابتى بالغدة الدرقية لمدة عام أو أكثر، دون أن أعلم أن ما أعانى منه هو ليس مرضا بالعينين، ولكن تأثير الغدة الدرقية على جميع أعضاء الجسم بما فيها العينان، ورأى عدد من الأطباء التدخل الجراحى لإعادة العينين إلى الحجاج العظمى، الذى خرجت منه العينان ورأى البعض الآخر أن هذا الإجراء خطير جدًا، خصوصا أن ضغط العينين مرتفع وأكد لى طبيبى المعالج وقتها، لو ارتفع ضغط العينين بعد تضييق حجاج العينين ستحدث كارثة لا قدر الله، وهنا أيقنت أن الحلول توقفت وستظل العينان بهذا الجحوظ والألم وضعف الرؤية إلى مالا نهاية، وحاول الطبيب الإنسان أن يهون الأمر على وطلب منى الامتثال لبعض القطرات ومرطبات العين التى تحافظ على بقاء الوضع على ما هو عليه دون تدهور، ولا أعلم أن هناك عينا ترقبنى أنا وطبيبى المعالج، وهى إحدى الطبيبات الزميلات له فى نفس المعهد، والتى طلبت من زميلها الطبيب أن يترك حالتى لها، ووجدتها تطلب منى على وجه السرعة، عمل اشعة مقطعية فى قصر العينى على أجزاء معينة فى العين، مع إجراء بعض التحاليل والحضور إليها فى أقرب موعد وعندما أحضرت التحاليل والأشعة طلبت منى الإصغاء إليها جيدًا دون ردود أفعال، خصوصًا أنها وضعت لى كورس علاج بالكورتيزون وهو ما كان يرفضه زميلها السابق، ولكنها بروح الأخت قبل الطبيبة أكدت لى أن الالتهابات الموجودة خلف العينين قوية، ويجب السير على هذا الكورس الذى يتناقص كل أسبوع عن الأسبوع الذى يسبقه، وطلبت منى متابعة اسبوعية والاتصال بها تليفونيا عند الحاجة، وتصورت وقتها أنها تمتلك عيادة خاصة، وبطبيعة المصريين المعروفة بأن كل معروف يقابله مصلحة، وسألتها عن عنوان العيادة فقالت لى بكل ثقة ليست لى عيادة خاصة أو نعمل فى أى مستشفى خاص، ولن تجدنى إلا وسط هؤلاء المرضى البسطاء، ولم تدعنى أوجه لها الشكر ولو للحظة واحدة، وقالت هذا واجبى والحمدلله خلال أسابيع شعرت بفرق شاسع فى التحسن عن عشرات الأطباء السابقين بأكبر مستشفيات العيون فى مصر والتى زرتها جميعا دون جدوى، وبعد أن قامت بسحب الكورتيزون تدريجيا من الجسم شعرت باستقرار الأوضاع والتحسن الذى يصل إلى الطبيعة الاولى للعين قبل المرض، وخلال السنوات الثلاث التى كانت وما زالت تتابعنى حتى الآن، حاولت إحضار بعض الهدايا لها فرفضت وهددت بالتوقف عن المتابعة، وعندما طلبت منها كتابة مقال شكر لها وهذا حقها تجاهى رفضت أيضًا، وقالت لى بالحرف الواحد أنا أقوم بواجبى تجاه جميع المرضى، ولكنها لن تمنعنى من توجيه الشكر لها دون التعرض لاسمها، وهذا هو أقل حقوقها على شخص سيظل مديناً لإنسانيتها مدى الحياة.