رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

وفى تظاهرات ثورة 1919، وأعمالها المجيدة كافة، ظهرت الوحدة بين الأقباط والمسلمين، فورًا وبكل وضوح، هتف الجميع: (مصر والأهالى والأفكار)، بعنوان ذى دلالة يقول: «الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا». وهذا يعنى أننا اجتمعنا فى وطن واحد، وصارت الوطنية هى ديننا الواحد المشترك. وعبر مكرم باشا عبيد عن هذا المفهوم عندما قال: «أنا مسلم وطنًا ومسيحى دينًا». وهكذا، فإن الإحساس الوطنى، الملىء بالطهارة والنقاوة والإخلاص والتفانى، جعل المسلمين يحسون أنهم أقباط، وأحس الأقباط أنهم مسلمون، غير أنه كان من مفتريات السلطات البريطانية على ثورة 1919، أنها حركة قوامها التعصب ضد الأوربيين، وإثارة النعرة الدينية ضدهم، فكان فى التفاف الأقباط حول سعد وتفانيهم فى تأييده، أبلغ تكذيب لهذه الفرية.

وفى اجتماع لسعد زغلول بالصحفيين الإنجليز والأمريكيين، فى باريس وجه إليهم خطابًا قال فيه: «ادعوا أن الحركة دينية، ولكنهم رأوا رأى العيان أن مسيحيى مصر ومسلميها متحدون اتحادًا متين العرى، وأن المسيحيين كانوا فى مقدمة القائمين بالمظاهرات، وكان منهم من راح بين أوائل الشهداء برصاص الجنود البريطانية. وإنكم لتجدون اليوم بين أعضاء الوفد المصرى الذين يتشرفون باستقبالكم اليوم فى ضيافتهم خمسة من المسيحيين. وقد كان قسوس الأقباط يقومون بالدعوة الوطنية فى جميع جوامع القاهرة وعواصم الأقاليم، وكان شيوخ المسلمين يفعلون ذلك فى الكنائس».

ومن المعروف أن ويصا واصف وواصف بطرس غالى، وهما من أعضاء الوفد المصرى، كانا يشرفان على أعمال الدعاية للمطالب الوطنية فى باريس، لإتقانهما اللغة الفرنسية. وكان واصف غالى فى خطبه يحرص على القول: «لم يعد للمصريين قاطبة إلا إيمان واحد وعقيدة واحدة ودين واحد هو دين الوطنية».

ويسجل مصطفى أمين فى ذكرياته أن أعضاء الوفد من الأقباط ظلوا صامدين إلى جوار سعد زغلول، أكثر من كثير من أعضاء الوفد المسلمين.

«فعندما اختلف سعد مع أغلبية الوفد فى باريس، فى شأن قبول مشروع ملنر الذى كان حماية مقنعة.. كانت الأغلبية التى تمثل «المعتدلين» مؤلفة من ثمانية: سبعة منهم من المسلمين هم: محمد محمود وعلى ماهر وحافظ عفيفى وعبداللطيف المكباتى وعبدالعزيز فهمى ومحمد على علوبة ولطفى السيد، وقبطى واحد هو ويصا، وكان الأقلية التى وقفت إلى جانب رأى سعد «المتطرف» مكونة من عضوين اثنين كليهما من الأقباط وهما واصف غالى وسنوت حنا!

وعندما نفى الإنجليز سعد زغلول فى سنة 1921 إلى سيشل، كان البيان الذى أصدره الوفد احتجاجًا بتوقيع خمسة أعضاء فقط، فيهم مسلم واحد هو مصطفى النحاس وأربعة من الأقباط هم واصف غالى وسينوت حنا وويصا واصف ومكرم عبيد!

وأعضاء الوفد الذين نفاهم الإنجليز إلى سيشل كانوا ستة، أربعة منهم من المسلمين هم سعد زغلول وفتح الله بركات ومصطفى النحاس وعاطف بركات، واثنان من الأقباط هما سينوت حنا ومكرم عبيد.

وأعضاء الوفد الذين حكم عليهم بالإعدام كانوا سبعة، ثلاثة من المسلمين هم: حمد الباسل ومراد الشريعى وعلوى الجزار، وأربعة من الأقباط هم: مرقص حنا وواصف غالى وجورج خياط وويصا واصف!

وأعضاء الوفد الذين نفاهم الإنجليز إلى الصحراء فى معسكر المحاريق كانوا سبعة، أربعة من المسلمين: المصرى السعدى والسيد حسين القصبى ومحمد نجيب الغرابى والشيخ مصطفى القاياتى، وثلاثة من الأقباط هم: فخرى عبدالنور وسلامة ميخائيل وراغب إسكندر».

ولهذا، كان سعد زغلول محقًا فى إصراره على أن يشترك الأقباط فى قيادة الثورة فقد تحملوا أكثر من نسبتهم العددية فى إخطارها. وهذا يفسر أنه عندما ألف سعد زغلول وزارته سنة 1024، اختار وزيرين من الأقباط، دون أن يلتزم بنسبتهم العددية.

.. وللحديث بقية