رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدت الأمور الآن على صعيد الأزمة الليبية والنزاع بين المليشيات والمؤسسات الوطنية وعلى رأسها الجيش الليبى فى طريق أفضل بعد إعلان الداخل الليبى مبادرة لوقف إطلاق النار وحقن الدماء، لكن هذا الهدوء تتستر خلفه معركة محتدمة بين مصر وتركيا يمكننا أن نطلق عليها اسم معركة الصحراء والتى انتصرت فيها القاهرة على أنقرة بإطلاق هذه المبادرة التى تتوافق ورؤية مصر لحل الصراع الليبى سياسيا.

وقد أكدت مصر مرارًا وتكرارًا أنها لا تريد التدخل فى الأزمة الليبية وفى حالة تدخلها مؤخرا لم تتدخل لمنفعة شخصية أو لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية لها على حساب الشعب الليبى الذى يعانى ويلات الاقتتال والحرب منذ 9 أعوام وأكثر، لكن كان الدافع دائما حماية أمننا القومى على الاتجاه الاستراتيجى الغربى والحدود المشتركة فى ليبيا الشقيقة وكذلك محاولة مساعدة أهل ليبيا وشعبها فى التخلص من هذه الحرب المدمرة.

حاولت تركيا أن تضع لنفسها موطئ قدم داخل الدولة الليبية الشقيقة وذلك لنهب ثرواتها البترولية وغيرها فضلا عن تحقيق هدف أبعد وهو أن تجعل من نفسها شوكة فى ظهر الدولة المصرية على ظهيرها الصحراوى الغربي، وسخرت لذلك كل الدعم مالياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً ومولت الميليشيات التى تحارب داخل الأراضى الليبية وبايعت التنظيمات الإرهابية على الاستقرار فى ليبيا واتخاذها معقلا لهم.

انجرفت تركيا وراء أطماع شخصية لرئيسها رجب طيب أردوغان والذى يمكنه التضحية بأى شيء من أجل البقاء فى السلطة ومحاولة تجنب موجات الغضب ضده من قبل الشعب التركى نتيجة لسياسته الفاشلة وتقديره الخاطئ للأمور وهذا التقدير الخاطئ ظهر جليا فى أزمة ليبيا حينما حاول أن يفكر مجرد التفكير فى أن تمثل أنقرة تهديدا للأمن القومى لمصر.

مثل إعلان الأطراف الليبية الداخلية عن مبادرة لوقف إطلاق النار والدعوة للتفاوض السلمى انتصارا ساحقا للدبلوماسية والسياسة الخارجية المصرية والتى تتمسك منذ سنوات عدة ومازالت تتمسك بضرورة العودة للتفاوض السلمى وحل النزاع ومنع استخدام السلاح من قبل الجماعات الإرهابية وتفكيك المليشيات وجماعات المرتزقة ليتسنى لأهل ليبيا تحديد مستقبلهم وإنهاء هذه الحرب المستعرة منذ سنوات عدة راح ضحيتها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المصابين والنازحين خارج أراضيهم.

بمجرد إعلان الأطراف الليبية الداخلية عن مبادرة وقف إطلاق النار، كنا ننتظر أن تعلن تركيا رفضها لهذا القرار بما يتوافق وسياستها فى إشعال الفتنة والصراع بشكل مستمر فى المنطقة لتحقيق أهدافها فى التواجد داخل الأراضى الليبية، لكن كان موقف تركيا وحكومة السراج الليبية الموالية لأردوغان مؤيدا لهذا القرار وفى الحقيقة هذا الموقف الأخير يتفق والواقع الحقيقى على الأرض بما يؤكد حجمهما داخل الأراضى الليبية ويؤكد مدى قوة الدولة المصرية وتأثيرها فى المنطقة.

انتصار مصر الحقيقى لا يتعلق فقط بوقف الأطماع التركية داخل الأراضى الليبية وعدم السماح لها بالاقتراب من مدينتى سرت والجفرة، ولكنه يرتبط أيضا بنجاح مصر فى الحصول على اعتراف دولى موسع بأهمية دور القاهرة فى أزمة طرابلس وسعى مصر الدؤوب لإنهاء معاناة الأشقاء الليبيين والعودة لتحقيق السلام وبدء إعادة بناء الدولة.

منذ أن اعتلى الرئيس عبدالفتاح السيسى سدة الحكم فى مصر ويحاول أردوغان أن ينتهز أية فرصة للهجوم على الرئيس محاولا تشويه صورته لكن تلك المحاولات فشلت بسبب حب الشعب لقيادته ووعيه بأطماع الحالم بالخلافة، لكن الرئيس السيسى لا يهدر وقته فى تصريحات إعلامية كما يفعل أردوغان قليل الحيلة، وإنما ترى أفعاله على أرض الواقع بدعم الشعب المصرى ومساندة القوات المسلحة التى دائما وأبدا ستظل الدرع الحامى والحارس المدافع عن الأمة المصرية ضد أى عدوان أو حتى مجرد التفكير فى العدوان.

ومثل الكثير من الملفات الخارجية والداخلية يبرهن الرئيس السيسى على تمتعه بحنكة سياسية متميزة ورؤية وبصيرة مكنته من التعامل مع الكثير من الملفات الشائكة و الكثير من الأخطار المحيطة، ولديه من الإصرار والعزيمة التى تجعله يمضى قدما فى بناء دولة عصرية حديثة متماسكة داخليا ومتطورة غير غافلٍ عن استعادة دور مصر الريادى إقليميًّا ودوليًّا.

---

 

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجي