رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

ناويين تعملوا ايه فى بلدكم..؟ مش عارف اعمل إيه؟ إيه اللى إحنا فيه ده..؟ كلمات صادقة.. أسئلة حائرة استنكارية ومعانٍ مؤثرة بصورة تمس شغاف قلب وعقل أى مصرى أصيل محب لبلده ويدين له بالولاء، كلمات خرجت من قلب الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بالإسكندرية، من رجل يعمل ليل نهار، لا يكل ولا يمل على كل المستويات، وهو يرى حجم الفساد المنتشر والمخالفات البشعة من تركة ثقيلة تسلمها، ولا يزال يحاول تطهيرها، وهو يدرك بخبرته وحنكته أن هناك من يحاربون جهوده سرا وعلانية ممن لا يهمهم البلد، ولا يهمهم محاربة الفساد لأنهم فسدة، ومن يتوشحون بالمظلوميات ليكرسوا بقاء المخالفات لأنهم منتفعون، من يؤلبون الفتن ويقلبون الموازنين لتشويه جهود التنمية والمكتسبات الشعبية، لان مصلحتهم مع الدمار والخراب والفوضى والفساد، ومن يصطادون فى الماء العكر لتأجيج الغضب.

إذا كان الرئيس بنفسه أعلن انه يتألم ويتعذب كل يوم وهو يرى بلدنا تقطع «حتت» وأهلها بيدمروا فيها.. وصدق حين قال «إحنا اعدى أعاديها مش اللى بيعملوا معانا الإرهاب بس»، حقا سيدى الرئيس ما قلت، وليس مصادفة أن تئن كلماتى فى سلسلة مقالاتى على مدى عشرة أسابيع تحت وطأة الفساد والمفسدين، وانا أكرر مقولة «كلنا فاسدون إلا من رحم ربى» الفسدة ليسوا فقط حيتان أراضى الدولة، ولا من «ردموا» مياه النيل وبنوا فيلاتهم وشيدوا العوامات، ولا من جرفوا الأراضى الزراعية وأقاموا عليها بيوتا وأبراجا وسوبر ماركت لنستورد احتياجاتنا من المنتجات الزراعية بالعملات الصعبة بعد تبوير أراضينا.

الفسدة منتشرون فى كل مكان، وعلى كل لون، وهذا نتيجة تقاعس من فى مواقع المسئولية، والتعتيم، والتغطية، والمجاملة، والمحاباة، وكررتها «رئيس الدولة وحده لا يمكنه أن يفعل بنفسه كل شيء ولو امتلك خاتم سليمان، أقول هذا للفتايين على الفيسبوك من نصبوا انفسهم رؤساء وهميين لشعب افتراضى واعتقدوا بهلاوسهم القدرة على حل كل مشاكلنا المتراكمة «بأصبع يدهم الصغير»، يا رؤساء الوهم، لو كان رئيس أى دولة هو من يقوم بكل شيء، لما قامت الدول على مؤسسات نوعية ومتعددة للقيام بأدوار توزع عليها، أدوار تصب فى مصلحة وخدمة المواطن، من كفالة الحماية والأمن والعدالة وإنفاذ القانون «ومن هذا المنطلق اعلنها الرئيس صراحة» "المحافظين ومديرى الأمن اللى لا يستطيع تحقيق الانضباط بصراحة يقول انه مش قد الموضوع وسلام عليكم"، «أى اللى مش قدر المسئولية فى تلك المرحلة الصعبة والحساسة، يرحل ويترك مكانه لغيره، اللى مش قادر يواجه الفساد وليس لديه شجاعة هذه الحرب، فليترك مكانه لغيره، فقد طمى السيل حتى غاصت الركب.

وأؤكد ضرورة تشديد عقوبات جرائم المال العام، تشديد عقوبات الرشوة بل ومعاقبة الراشى حتى لا يشارك بتواطئه فى استمرار الفساد، زرع كاميرات مراقبة بكل المؤسسات ومكاتب المصالح الحكومية وقطاعات الأعمال، تعيين مراقب قومى أو وطنى عام بكل مؤسسة، عمل أرقام ساخنة للإبلاغ عن الفساد، تفعيل أدوار الجهات الرقابية بصورة أكبر للقيام بدورها فى الكشف عن ملفات الفساد دون أى اعتبار لكبير ولا صغير فى البلد، لدينا فى مصر اكبر عدد من الهيئات والجهات الرقابية العامة والمستقلة مقارنة بدول العالم، واذكر منها هيئة الرقابة الإدارية، الجهاز المركزى للمحاسبات، الهيئة العامة للرقابة المالية، الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، هيئة الرقابة والبحوث الدوائية، هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، مصلحة الرقابة الصناعية، وغيرها الكثير، وما زلنا نعانى.

وسأنهى سلسلة مقالاتى عن الفساد بجملة من خطاب الرئيس الوطنى المحترم عبدالفتاح السيسى «الموضوع ده مش مسئولية الحكومة والرئيس بس دى مسئوليتنا كلنا إن إحنا نحافظ على بلدنا» فأرجوك أيها المواطن المصرى..لا تشارك فى أى نوع من الفساد، لا تسكت على أى فساد تراه، ولا تخاف.. قاوم.. قاوم وستأخذ كل حقوقك كاملة إذا ما شاركت فى الحرب الشاملة ضده، ليأتى اليوم الذى لن تحتاج فيه أبدا إلى دفع رشوة أو اللجوء إلى واسطة أو التذلل لصاحب نفوذ لنيل حقك.. إذا ما انتهى كل الفساد.

 

[email protected]