رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

طلت علينا من جديد بقبح شديد جرائم الأطفال وأصبحوا يرتكبون جرائمهم باتقان عال، وبتسلسل يكاد يكون مدروسًا ومتقنًا، وبطريقة تخفى أحيانا على عتاة الإجرام ويتنحى عن فعلها إبليس ذاته ، وارتكاب جرائم أصبحت أشد فتكًا بالمجتمع المصرى، فهى كارثة بكل المقاييس سواء الطفل جانيًا او مجنيًا عليه . ففى البداية تجد أن القضايا التى تداولتها المحاكم كانت معظم اعترافات الجناة فيها تؤكد انهم ارتكبوا جرائمهم تقليدا لما يشاهدونه فى أفلام العنف والبلطجة سبب تلك الجرائم.

فقد تابعنا خلال هذا الاسبوع عدة جرائم وقعت وتم حبس الجناة  إذن ماذا غير عقلية الطفل من البراءة لتصبح اشد اجراما من القتلة العتاة.  فقد شهد المجتمع فى الآونة الأخيرة عدة جرائم ارتكبها أطفال فى سن الأحداث، وراح ضحيتها أطفال آخرون، وتحمل هذه الجرائم سواء فى طريقة تنفيذها، أو الأدوات المستخدمة فيها  تقليدًا لما يشاهده الأطفال  من أفلام العنف والبلطجة.

فالحادث الأول يندى له الجبين كانت بداية اكتشاف خيوط  القضية  بالعثور على جثمان الطفل المجنى عليه البالغ من العمر 5 سنوات ملقى بإحدى دورات مياه الوحدة الصحية بشكشوك، مركز أبشواي، بالفيوم، فانتقلت النيابة لمناظرته وتبينت به إصابات بالرقبة والبطن، وبتوقيع الكشف الطبى الظاهرى على الجثمان وجود آثار به للاختناق تحت الماء، وآثار محاولة اغتصاب له وتبين ان مرتكب الجريمة متهم يبلغ من العمر 15 عامًا ،واعترف انه استدرج الطفلَ المجنيَ عليه من السوق اثناء ذهابه لشراء حلوى وأخذه إلى دورة المياه التى عُثر فيها على جثمانه، وحاول التعدى عليه جنسيًّا، ولمقاومة المجنى عليه له قتله خشية افتضاح أمره.

وأقرَّ بارتكابه الجريمة وحاكى المتهم خلال معاينة تصويرية أجرتها النيابة  بمسرح الجريمة كيفية ارتكابه الواقعة واعترف ان المجنى عليه رغم حداثة سنه إلا أنه كان يقاومه واغلق على نفسه باب دورة المياه إلا أن المتهم الذى يكبره بـ 10 سنوات دفعه بعنوة وحاول هتك عرضه مرة أخرى  وأسقطه بدلو المياه ففارق الحياة، وتم حبس المتهم ، فهل فى هذا الطفل المتهم خير ، وماذا يفعل بالمجتمع عندما يكبر.

 اما الحادث الثانى فقد ارتكبه عامل بمخبز آلى بكوم أمبو باسوان تحت مسمى المزاح والتهريج الكارثى قاصدا إزهاق روح الطفل ، مما تسبب فى كارثة للطفل حيث شاهدت النيابة العامة اللقطات المصورة للواقعة بكاميرات المراقبة بالمخبز، فتبين منها  قيام المتهم بحمل المجنيَ عليه عنوةً ووضعه بإناء العجن بالخباز الآلى وتشغيله عليه، فسمع البعض صراخ الطفل ، ففصلوا التيار الكهربائى عن الخباز وسارعوا بنقله إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية،

اما الحادث الـ3 فارتكبه طالب الإعدادية المتهم بقتل شقيقه الأصغر باحدى قرى الشرقية، حيث احيل للمحاكمة  حيث عثر اهل المجنى عليه البالغ من العمر 11 سنة طالب بالصف الخامس الإبتدائي، بعد تناوله وجبة الغداء عليه، جثة هامدة بمياه مصرف القرية، وبه آثار طعنات، وتوصلت التحريات إلى قيام شقيقه وسنه 16 سنة طالب الإعدادي، بارتكاب الواقعة، وقتل شقيقه الأصغر، خوفا من الفضيحة، حيث شاهد المجنى عليه شقيقه القاتل فى وضع مخل مع طفل، وهدده بفضح الأمر، فقام بالتخلص منه واستدرجه إلى مكان العثور على الجثة وقتله.

 وأمام هذه النوعية من الجرائم المركبة والمعقدة والتى ارتكبها أحداث يبقى هذا السؤال: إذن ماذا غيّر عقلية الطفل من البراءة لتصبح أشد إجرامَا وقبحَا من القتلة العتاة وأشد فتكًا بالمجتمع ؟!