رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

رغم أن عدد الذين كتبوا فى موضوع الاتفاق الذى تم بين دولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل، كان قليلًا جدًا، إلا اننى لم أقرأ فى أى مقال تعليقًا أو موقفًا للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن عن هذا الاتفاق.

فى حين أنه– وإن كان يخاطب بالدرجة الأولى العلاقات الإماراتية الإسرائيلية– إلا أن آثاره تتعدى بصورة غير مباشرة العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.

الشيء اللافت للنظر، أن أغلب دول العالم–وربما جميعها دون استثناء، بما فى ذلك مصر – قد بادرت بتأييد ومباركة هذا الاتفاق، دون أن تقرأ عنه سطرًا واحدًا، وقد قيل إن هناك دولًا عربية أخرى فى طريقها لتوقيع اتفاق مماثل مع إسرائيل. كل هذا رغم أنه حتى الآن لم يتم الاعلان رسميًا عن بنود هذا الاتفاق ولا عن موضوع الاتفاق، اللهم الا ما أذيع من أن اتفاقا لتطبيع العلاقات قد تم بين دولة الامارات العربية وإسرائيل برعاية أمريكية، وأن بنود هذا الاتفاق تجميد اجراءات ضم اراضى الفلسطينيين إلى إسرائيل.

وللحقيقة.. فإن بعض وكالات الأنباء العالمية قد أذاعت فى بيان عن الرئيس أبومازن رفضه للاتفاق الاماراتى الإسرائيلى، بقوله إنه لا يحق لدولة الامارات الحديث بالنيابة عن شعب فلسطين، معتبرًا أن فى هذا الاتفاق نسفًا لمبادرات السلام العربية، وقرارات القمم العربية والاسلامية، ومبادئ الشرعية الدولية، متجاهلا لكافة العلاقات القائمة بالفعل مع إسرائيل من جانب دولة قطر والبحرين، ودول أخرى عدة على رأسها مصر التى كان لها السبق فى إحلال السلام مع اسرائيل عن طريق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بقيادة الراحل العظيم أنور السادات.

أنا أتعجب صراحة من هذه الحساسية والنفور الحالى بين العرب وبنى إسرائيل، فبنو إسرائيل استوطنوا ارض الجزيرة العربية قبل ظهور المسيحية والاسلام، فالأرض أصلا كانت مهدا للدين اليهودى بنزول سيدنا موسى عليه السلام، ثم بُعث سيدنا عيسى ومن بعده محمد عليهم جميعا السلام. وفضلا عن ذلك، فإنه طوال سنوات عديدة ماضية كانت العلاقة بيننا وبين بنى إسرائيل طيبة يسودها الود، فكان اليهود يقيمون فى بلادنا وكانت لهم شوارع وأماكن خاصة معروفة، فكان السلام يعمنا جميعا لا فرق بين مسلم أو يهودى أو مسيحى.

فى تقديرى، أن اتفاق السلام بين الامارات العربية وإسرائيل برعاية أمريكا، سوف يكون من شأنه التأثير على سير الانتخابات الأمريكية القادمة، وسوف يعطى الرئيس ترامب دفعة قوية للفوز فى تلك الانتخابات والحصول على فترة ثانية للحكم، وبالقطع فإن هذا الفوز سيكون فى مصلحة العرب بعكس الحال إذا فاز الحزب الديمقراطى. ومن هنا، فإننى أتوقع أن تنتهز دول عربية أخرى تلك الفرصة وتحذو حذو دولة الامارات العربية، فى سعيها من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حتى يعم السلام فى منطقة الشرق الأوسط.

فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى نهاية هذا العام، سيكون فى صالح العرب مائة فى المائة، وبالتالى فإننى أؤيد أى إجراء يكون من شأنه دعم الرئيس ترامب فى تلك الانتخابات، حتى لا يأتى رئيس من الحزب الديمقراطى، ويفعل مثلما فعل الرئيس السابق باراك أوباما.

أعود فأقول.. إن الفرصة مازالت قائمة أمام الرئيس أبومازن، من أجل إعادة النظر فى الاتفاق الاماراتى الإسرائيلى. فهل يا ترى سيحكم صوت العقل؟ هل سيعلن عن تأييد هذا الاتفاق، وبالتالى دعم الرئيس ترامب فى الانتخابات القادمة، من أجل تحقيق مستقبل افضل للمنطقة العربية كلها؟

الله أعلم!!

وتحيا مصر.