رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

 

انتهى ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ وبدأت عملية فرز الأصوات تمهيداً لاعلان أسماء الفائزين بعضوية المجلس، تقريبا حصلت القائمة الوحيدة التى خاضت الانتخابات وهى القائمة الوطنية من أجل مصر على النسبة المطلوبة كأول مؤشر عن الناجحين فى الانتخابات، وستحدث إعادة على معظم المقاعد الفردية.

الانتخابات على مدى اليومين السابقين جرت فى مشهد حضارى، بعث من خلالها المصريون رسالة للعالم عن استقرار مصر وردوا على دعوات أهل الشر بمقاطعة الانتخابات عندما توجهوا الى اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم محافظين على حقهم الانتخابى وسط تحديات كورونا والحر، تنوع المشاركون فى العملية الانتخابية من شباب ومرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن، واحتفت بهم الهيئة الوطنية للانتخابات التى تستحق الشكر والتحية على النجاح الكبير الذى حققته فى توفير كل العناصر التى ساعدت الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بداية من تعقيم اللجان وتوفير الكمامات والكحول لمواجهة فيروس كورونا، 18 ألف قاضٍ يعاونهم نحو 120 ألف موظف أشرفوا على الانتخابات وسط توصية مهمة من النائب العام المستشار حمادة الصاوى أثناء إدلائه بصوته فى الانتخابات بدعوة أبنائه من وكلاء النيابة المكلفين بالإشراف على بعض اللجان بالالتزام فى أداء واجبهم الوطنى بالنزاهة المعهودة فى رجل النيابة، وكان المستشار لاشين ابراهيم رئيس الهيئة الوطنية نجم هذه الانتخابات ومعه باقى أعضاء الهيئة، عندما قرر من البداية الوقوف على الحياد لضمان النزاهة فى عرس الديمقراطية وتهيئة المناخ للناخبين فى الإدلاء بأصواتهم فى حرية تامة لمن يريدون من المرشحين، مشيرا الى أن الهدف هو توجيه رسالة الى الداخل والخارج عن الديمقراطية التى تنعم بها مصر بعد 30 يونيو.

الحكومة أيضاً كانت حاضرة بقوة فى الانتخابات وكان الرئيس السيسى على رأس السلطة التنفيذية الذى أدلى بصوته، وتبعه رئيس الوزراء وجميع الوزراء، كما تواجد الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ومفتى الجمهورية والبابا وكافة القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، اللافت ان محمود توفيق وزير الداخلية كان يدلى بصوته فى الانتخابات وعينه على غرفة العمليات الرئيسية بقطاع الأمن لمتابعة تنفيذ توجيهاته بتوفير أقصى درجات التأمين للعملية الانتخابية، ووجه بالتصدى الحازم والحاسم لأية صورة من صور الخروج على القانون للحفاظ على مكتسبات الشعب، وكانت القوات المسلحة حاضرة بقوة فى الانتخابات، وقدمت المساعدات لأجهزة وزارة الداخلية حتى يمر يوما الانتخابات فى جو من الاستقرار الأمنى لا يعكر صفوها محاولات يائسة من أهل الشر.

أسماء الفائزين فى الانتخابات ستكشف عنها الصناديق، وستعلن النتيجة بالكامل بعد إجراء انتخابات الإعادة التى تستلزم يومين فى الخارج ويومين فى الداخل، ويتم إخطار الفائزين الذين سيتوجهون إلى المجلس لاستخراج كارنيهات العضوية انتظارا لصدور القرار الجمهورى لدعوة المجلس للانعقاد.

المستشار محمود فوزى الأمين العام لمجلس النواب أو كتلة النشاط البرلمانية أصدر توجيهاته لأعضاء الأمانة العامة بتجهيز قاعة الشيوخ لاستقبال النواب الجدد وبصفته عضو لجنة حصر ممتلكات الشيوخ فقد أعلن أن جميع الممتلكات أصبحت حاليا فى حوزة المجلس الجديد، وأشرف على عودة العاملين الذين تم ضمهم إلى مجلس النواب عقب إلغاء مجلس الشورى، سيعمل مجلس الشيوخ مؤقتاً بلائحة مجلس النواب لحين قيامه بإعداد لائحته الخاصة، ويوافق عليها مجلس النواب ويرسلها الى الرئيس للتصديق عليها. ينتخب مجلس الشيوخ فى بداية جلساته رئيس ووكيلى المجلس لمدة 5 سنوات، ويبدأ فى ممارسة مهامه الدستورية.

لقد انتصرت مصر وانتصرت الديمقراطية ولقن الشعب جماعة أهل الشر درسًا جديدًا وهو أنهم لن يستطيعوا العبث فى وعى المصريين الذين قرروا الوقوف خلف القيادة السياسية لبناء وطن قوى واستكمال مؤسساته الدستورية.

حرص المصريون على استمرار المشهد الحضارى الذى ظهروا به فى الانتخابات المصرية، والذى يؤكد أن ثورة 30 يونيو نجحت فى تغيير الصورة السيئة التى أخذت عن الانتخابات فى السابق، عندما اختفت حالياً مظاهر العنف والعبث والتدخل فى العملية الانتخابية من جانب السلطة، الحياد التام كان عنوان الانتخابات وهى أهم صورة نهديها للعالم عن انتخابات الشيوخ التى جرت فى ظل ظروف استثنائية، ولكنها حققت نتائج فاقت التوقعات بفضل وعى الشعب.