عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أقول لكم

 

خرجت من تونس قبل ثلاثة أشهر وقد ازداد خوفي علي هذا البلد الجميل بشعبه وإمكاناته وفكره وتحضره ، كانت كل المؤشرات التي لمستها في الأيام الستة هناك تنذر بالخطر ، فالإخوان المسلمون متحفزون ، وينتظرون فرصة سانحة لينقضوا علي السلطة من جديد ، ذئابهم منتشرة في كل مكان ، فرادي وفي مجموعات منظمة ، إخوان الداخل ، وإخوان الخارج ، أتباع الغنوشي ومورو ، وخلايا عبد الحكيم بالحاج التى يرسلها من ليبيا في هيئة لاجئين أو رجال أعمال ، وحتي مدعوا المرض ، وفي صف الإخوان يقف المنصف المرزوقي بحزبه الجديد ، واستقطاباته للشباب في الضواحي والمدن الفقيرة ، أؤلئك الذين يغدق عليهم الأموال مقابل الولاء المطلق والاستخدام عند الضرورة ، ومن بعد هذا أو ذاك يأتي خطر " داعش " المنتشر بين من فقدوا الأمل من العيش بكرامة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، وكان يتردد بين الناس أن شباباً يختفون ثم يظهرون من جديد ، ويؤكدون بأنهم يذهبون للتدرب عند دواعش ليبيا .

تجمعت أسباب إهدار فرصة الأمن التي حظيت بها تونس من بين دول الربيع العربي ، فالذين أشعلوا النار لا يريدونها أن تنطفئ ، وقد جهزوا " الحطب والوقود " ، فكان هذا الذي نراه اليوم ، لقد ركب الجميع فوق موجة المعوزين والعاطلين عن العمل ، فاحرقوا ودمروا ، وأيقظوا الفتنة من جديد ، هذه أساليب تلاميذ الغنوشي ، إحداث الفوضى ، وإضعاف الدولة ، ثم إملاء الشروط ، أو إنتاج وضع يعيدهم إلي الواجهة بعد أن أسقطهم الشعب التونسي في آخر انتخابات ، هكذا قال حليفهم المنصف المرزوقي ، ففي اللحظة التي كانت تونس تشتعل فيها ، كان هو ضيفاً في القناة الفرنسية الناطقة بالعربية ، وقد زاد علي الإخوان بأن طرح انقلاباً علي السلطة إذا لم تجلس معه واتباعه لتشكيل حكومة إنقاذ أو وحدة وطنية ، فهذه هي ديمقراطية الذين لا ينتمون إلي أوطانهم ، من سلبت إرادتهم ، وغاصت أرجلهم في وحل التبعية والاملاءات الخارجية ، تحريك الغوغاء ، وإشعال الفتن ، والقفز إلي الأعلى .

تحدثت إلي مجموعة من الأصدقاء في تونس يومي الخميس والجمعة ، أردت أن اطمئن علي تونس قبل أن اطمئن عليهم ، وأكد الجميع بأن الشارع التونسي يشير بأصابع الاتهام نحو المنصف المرزوقي ، الشارع بكل أطيافه واثق بأن هذا الشخص يقف وراء الذين يحرقون ويدمرون ، وفى ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الجمعة قرأ لي أحد الأصدقاء بياناً صادراً عن الخارجية التونسية ، تعتذر فيه الوزارة لدولة الإمارات العربية المتحدة عن التصريحات التي قالها المرزوقي في لقائه مع القناة الفرنسية ، واعتبرتها الوزارة تصريحات " لا مسؤولة " عندما عمد على إقحام دولة الإمارات في ما يحدث من أوضاع في المنطقة العربية ، وبحثت عن تلك التصريحات ، واستمعت إليها ، ولأنني لست وزارة خارجية ولست دبلوماسياً ، سأصفها بالوصف الذي يليق بقائلها ، فهي بحق تستحق أن يقال عنها أنها " كلام وقح من شخص وقح " .

لا يستطيع المرزوقي أن يطمس الحقيقة ، حقيقته أو حقيقة دولة الإمارات ، ولا وجه للمقارنة هنا ، فهو فاقد للمصداقية ومرفوض من أبناء وطنه ، وبوضوح أكثر سأنقل ما سمعته من أحد القادة السياسيين في تونس خلال زيارتي الأخيرة وحرفياً ، إذ قال " أن من يضع إرادته في يد أجنبية يفقد وطنيته ، ومن يفقد وطنيته يكره وطنه ، ومن يكره وطنه يمكن أن يضحى بشعبه ، والمنصف المرزوقي ليس وطنياً ، فقد باع ولاءه لغير الوطن " ، أما دولة الإمارات فإنها ليست بحاجة إلى دفاع أو أسانيد مقابل أكاذيب المرزوقي ، فأفعالها تتحدث عنها وتزيل كل بقعه سوداء يحاول المرتزقة أن يلوثوا بها صفحاتها البيضاء في التاريخ العربي الحديث .. الإمارات مثل الشمس تشع نوراً ولا تظهر في الظلام ابدأ .