عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

الجدية فى إقامة حياة نيابية سليمة، وتوسيع رقعة الديمقراطية وراء عودة مجلس الشيوخ، كما أن الاستقرار الذى تنعم به البلاد هو الذى شجع على إجراء انتخابات المجلس فى الوقت الذى كان يراهن فيه البعض على تأجيل هذا الاستحقاق فى ظل جائحة كورونا، وسخونة الأوضاع على الحدود الغربية والجنوبية، وبينهما الإرهاب الذى تمارسه العناصر الظلامية، وسعيها لإثارة الفتن بين أفراد الشعب عن طريق آلة الإعلام المضللة التى لا تكف عن بث الشائعات المغرضة فى محاولة من هذه العناصر للنفخ فى روح الإحباط عند المواطنين، وتحريضهم على الخروج على الدولة والوقوف فى موقف المتصادم معها.

كل هذه الاحجار المتناثرة فى طريق نهضة الوطن ساعدت روح الإصرار على الاستمرار فى خطة البناء والتنمية والعبور فوقها؛ لتقرر أن كل شىء سيتم فى موعده المحدد الذى لن تستطيع قوة العبث فيه استنادًا إلى الثقة فى الشعب الذى أطاح بأحلام هذه الشرذمة المارقة التى راهنت على تقاعس المواطنين فى أداء واجبهم الانتخابى، وخسرت هذه الشرذمة الرهان، وقرر الشعب الاصطفاف خلف مشروع الوطن الذى رفع شعار» يد تبنى ويد تحارب الإرهاب»، ومن المشروعات التى تبنتها الدولة هذه الأيام إنجاز انتخابات مجلس الشيوخ، والاستعداد لانتخابات مجلس النواب ليستكمل فى نهاية العام بناء السلطة التشريعية أحد أضلاع مثلث الحكم الثلاث، وهذا مؤشر على أن مصر تقيم إصلاحا سياسيًا موازيًا للإصلاح الاقتصادى الذى عبرت به من اليأس والخوف إلى رحابة النهضة الاقتصادية التى كانت حائط الصد الأول فى مواجهة تداعيات فيروس كورونا.

هذه الانتخابات التى بدأت أمس، وتستمر إلى اليوم فى الخارج، وتبدأ فى الداخل يومى الثلاثاء والأربعاء توافرت لها كافة الاستعدادات الأمنية التى تطمئن المواطنين على الخروج إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم للمرشحين الذين يختارهم كل ناخب بإرادته الحرة، والذين يرى فيهم القدرة على تمثيله تحت قبة «الشيوخ» الذى يعتبر دوره فى غاية الأهمية فى الفترة القادمة فى ظل القضايا المعقدة التى تحتاج إلى آراء وخبرات «الشيوخ» بعد دراستها فى جو هادئ تحت القبة، ويقدمون الرأى الاستشارى فيها إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب، بالإضافة إلى سلطة مجلس الشيوخ فى مناقشة القوانين المكملة للدستور المرتبطة بحياة المواطن ومستقبل الوطن.

الإجراءات الأمنية التى استعدت بها وزارة الداخلية شملت كل مكان لتأمين اللجان الانتخابية، وتوفير عنصر الأمان على الطرق والمنشآت الحيوية والخدمية، ومساعدة المواطنين فى الوصول إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم فى سهولة ويسر، آلاف الجنود والضباط على أهبة الاستعداد لتأمين العرس الانتخابى، ليتطابق دورهم مع الاستعدادات الخاصة للهيئة الوطنية للانتخابات التى وفرت كل العناصر اللوجستية لتهيئة المناخ الجيد الذى يساعد الناخب على الإدلاء بصوته دون مشقة، الهيئة الوطنية تقف على الحياد التام بين جميع المرشحين، كما تقف الحكومة والدولة بالكامل احتراماً لإرادة الناخب الذى يذهب إلى صندوق الانتخابات لاختيار مرشحه بعد دراسة برنامجه الانتخابى وتحليل شخصيته عن طريقة اللقاء المباشر مع المرشحين أوغير المباشر عن طريق السوشيال ميديا التى ظهرت فى هذه الانتخابات لعرض برامج المرشحين فى ظل كورونا.

كل الظروف مهيأة لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بكثافة فى الانتخابات، حيث دعت الهيئة الوطنية نحو 65 مليون ناخب لهم حق التصويت لممارسة حقهم الوطنى والدينى والشرعى لانتخاب مجلس تمثيلهم تمثيلاً حقيقيًا فى الحديث باسمهم والتعبير عن مصالحهم.

إن قوى الشر التى تتربص بمصر؛ لها القوات المسلحة للرد عليها إلى جوار قوات الأمن، ولها أيضًا وعى المواطن المطالب بالقيام بواجبه لتفويت الفرصة عليهم فى تنفيذ أهدافهم ومبتغاهم، وهى مقاطعة الانتخابات لوضع البلد فى وضع حرج فى الداخل والخارج. سلاح المواطن فى الانتخابات هو الوعى الذى يدفعه للإدلاء بصوته لاستكمال البناء الدستورى فى إضافة غرفة برلمانية جديدة إلى جانب مجلس النواب.

إن نجاح الانتخابات، والتصويت بكثافة فى الصناديق، وتحقيق نسبة عالية من الأصوات هو نجاح للديمقراطية، وهزيمة ساحقة لأعداء الوطن الذين يدعون للمقاطعة، ويحاولون فرض السلبية على المواطنين، ووضع سلك شائك بينهم وبين الوطن، وبث روح الإحباط، والوقيعة بين المواطنين والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى.

إن مصر قطعت شوطًا طويلاً فى بناء وطن متكامل سياسيًا واقتصاديًا، فلا يجب أن نسمح لعناصر الهدم بتلويث المناخ الصافى الذى تنمو فيه عناصر البناء والتنمية.

الصوت فى الانتخابات أمانة، وطلقة رصاص فى وجه عناصر التخريب والخيانة ودعاة المقاطعة والسلبية، وهو لبنة فى بناء مؤسسة الديمقراطية للوصول إلى غد أفضل يكون فيه المصريون على قلب رجل واحد فى نبذ عناصر التخلف والجهل.. لقد انطلق قطار الانتخابات فيجب أن يلحق به الجميع للوصول إلى محطة المشاركة الإيجابية.