عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وحشتينا يا حلوة المدائن.. يا منصورة يا دُرة نهر النيل الذى مشينا على شاطئه من جبل الأولياء حتى الخرطوم عاصمة السودان وصولا إلى نهر النيل فى المنصورة التى كانت تشتاق لفتح جامعة بها واستجاب الله لدعاء أهل المنصورة الطيبين ووهبهم الجامعة عام ١٩٧٣ وكلفنى الأستاذ الدكتور عبدالمنعم البدراوى رئيس الجامعة رحمه الله بوضع قرار إنشاء كلية الحقوق موضع التنفيذ.

وكانت مهمة حبيبة فى بلدتى الحبيبة المنصورة بلد أمى وزوجتى رحمهما الله وكنت أصلى الفجر بالإسكندرية وأقود عربتى الفرنسية الجديدة حتى وصولى لباب الكلية فى السابعة والنصف صباحا وكان موظفو الكلية وعمالها يفاجأون بوصولى قبلهم فيشعرون بالخجل وتولد لديهم جميعا منذ عام ١٩٧٣ حتى اليوم الإحساس بالجدية والانضباط والنظافة المطلقة فى الكلية.

وتمر سبع وأربعون سنة وفى الأسبوع سبعة أيام انقسمت عندى قسمين اشغل اولهما بالتحضير للسفر إلى المنصورة حيث أستقل مع زملائى اتوبيس جامعة المنصورة صباح الأحد لإلقاء محاضراتى للسنتين الأولى والثانية وزاد عليها محاضرات الدراسات العليا ومناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وما أكثر وكلاء النيابة ورؤسائها والقضاة والمستشارين والمحامين الذين تخرجوا من جامعتنا ويفخرون حتى اليوم بنسبهم إلى المنصورة وجامعتها الحبيبة.

وكان الحب متبادلا بينى وبين المنصورة وأهلها إذ كان طلاب الجامعة من مختلف الكليات يحضرون محاضراتى بالمدرج الكبير وخاصة فى المناسبات الوطنية والقومية وحقوق الإنسان وكانوا يخرجون من المدرج الكبير للتعبير عن رأيهم فى تلك المناسبات الهامة ويسيرون فى مظاهرات حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلى أو الأمريكى ومؤازرة شعب البوسنة والهرسك الإسلاميتين بل وجمع التبرعات وإرسالها للبلدين حتى نالا الاستقلال عن استبداد وظلم يوغوسلافيا وما زلنا نرفع فى مكتبنا علمى الاستقلال لفلسطين والبوسنة والهرسك.

يا حليلك يا منصورة.. وهى كلمة سودانية تعبر عن الحب والإحساس بالوحشة والأشواق لغياب الحبيب بلدًا كان أو إنسانا.

وها نحن نغيب عن المنصورة عدة أشهر منذ أن ضربنا وباء الكورونا وكان حتما على الحكومة أن تغلق المدارس والجامعات وحجزنا أنفسنا فى البيوت فلا سفر ولا محاضرات وبدت لنا المنصورة كما لو كانت تدمع عيونها لغياب أحبابها.. فيا رب ارفع عنا بلاء الوباء عن مصر كلها ومنصورتنا العزيزة الحبيبة.