رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أعتقد أننا لم نكن فى حاجة إلى الالتفاف نحو موقع الضوء الذى يتمثل فى السعى نحو نشر الثقافة العلمية، والتأكيد على توفير أساسيات بناء قاعدة علمية بقدر احتياجنا اليوم، ونحن نعيش حالة مواجهة مع تبعات وباء ومرض ثقيل الوقع على البشرية كلها يمثل جائحة صعبة، فضلًا عن استمرار المواجهة مع فلول و جرذان ميليشيات الإرهاب المسلح على الأرض وتبعات تلك المواجهة إنسانيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وكذلك مواصلة التصدى لكتائب نشر الفكر الظلامى الإرهابى فى رحلة نضال تاريخية وحتى نبلغ بقوى أهل التنوير وحماسهم الوطنى إلى نهاية ذلك النفق بإذن الله، والانطلاق نحو غد أفضل وأكمل وأعلم، وينعقد طموحنا متمسكًا بزاد العلم وثراء ثقافته فى سبيل توليد الطاقات الجديدة والمتجددة، والتى تمكن المواطن المصرى من المشاركة فى صناعة مستقبله، وفى توشيج العروى الوثقى لتماسك البنية الإنسانية لمواجهة تحديات الداخل والخارج، مهتدية بالعقل والبصيرة، وفى مسيرة طويلة مفعمة بالثقة والمثابرة والحكمة والأمل، لنذهب فى نهاية مشاوير النضال المصرية إلى تحقيق حلم الدكتور أحمد زويل ــ الذى نعيش تلك الأيام ذكرى رحيله ــ للحاق أمتنا بركاب من يعيشون عصر العلم فى العالم.

نعم نحن فى حاجة إلى حلم قومى يحشد قوى الأمة ويحيى الأمل ويرفع الروح المعنوية للناس ويجدد الثقة.. حلم قومى بدولة حديثة تحقق الرفاهية والأمن والسلام والاستقرار لمواطنيها.. حلم قومى يجدد أمجاد الماضى وحضارة الجدود العظام الذين ملئوا الدنيا نورًا وعلمًا وفنًا وثقافة... حلم قومى يؤكد ضرورة التئام النسيج الوطنى الواحد ويدعم الهوية المصرية ويعمق احترام إنسانية أصغر مواطن ويضمن حرية كل فرد فيها.. بلد تظلله مبادئ التكافل والرحمة.. مجتمع له وجه إنسانى مشرق وعقل علمى مستنير ويد قوية ترهب من يفكر فى الاعتداء عليها، فمصر هى أم الدنيا.. الملاذ والمراد..

وينبغى للسير فى دروب تحقيق حلم عالم التقدم العلمى الذى حلم به «زويل» لمصر « عالم نوبل « أن نتيقن أن العلم، هو نتاج نشاط عقلى نظرى تجريبى بشرى، قابل للتغيير والتفنيد والتعديل بصورة مستمرة، بيد أن الملاحظ لدى بعض أصحاب أحلام الشهرة ما يقومون به تعسفًا فى الخلط بين دور الدين و دور العلم، ومن ثم نعثر بين الحين والآخر على كتابات تستخلص من الكتب المقدسة ورود آيات علمية فيما يسمى بالإعجاز العلمى، كما لو كان هذا الكتاب المقدس من كتب الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء أو الفلك، حاشا لله، إنه فى المقام الأول والأخير كتاب هداية للبشر داعيًا إلى التفكير والتأمل فى خلق الله وسننه الكونية، ومرشدًا المؤمنين إلى جادة الصواب.. وهو ما يؤدى كما يقول د. يحيى الرخاوى فى إحدى كتاباته إلى « خلخلة مفهوم العلم وطمس معالمه، ناهيك عن الاستهانة بحقيقة الدين ودوره الإيجابى... وتُظهره بمظهر الذى يعانى من الشعور بالنقص، فهو يحاول أن يكمل نقصه بما ليس فيه وما ليس له «.

[email protected]