عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

أخشى أن يتحول «كورونا» إلى منهج لكل شعوب العالم، وبمعنى أدق هناك من يريد أن يجعله كذلك للسيطرة على الشعوب وحبسهم فى البيوت، وشل تفكيرهم، وقتل طموحهم، وترويع سكونهم، وإجهاض حلمهم بعد أن نجح الفيروس الضعيف فى تصعيد الاقتصاد الخفى أو الحرام الذى استغل الجائحة فى جمع الملايين من تجارة الكمامات والمطهرات والفيتامينات وأدوية تقوية المناعة، ورواج الإقبال على التحاليل والمسحات وتسابق المراكز الطبية فى رفع أسعار علاج المصابين التى وصلت إلى أرقام فلكية ركزت على الأثرياء، وتركت الغلابة لمصيرهم فى العزل المنزلى، أو تحت أجهزة التنفس فى المستشفيات العامة وكل حسب حظه.

«كورونا وقع فى هوى كل شعوب العالم بدون استثناء، دمر اقتصاد بعض الدول، وتدخل فى قرارها السياسى، وفرض سلوكًا أنانيًا على الناس مع أقرب الناس، ساهم فى قسوة القلوب وتحجرها، غذى روح الأنانية ، وجعل معظم البشر يرفعون شعار يا روح ما بعدك روح، ضرب العلاقات الانسانية والاجتماعية، وبث الرعب والخوف فى النفوس، أملى شروطه، فرض قواعد جديدة لممارسة العبادة وأداء الفرائض، ولم يكتفِ بذلك بل كنس جيوب المواطنين فى كل مكان على آخر مليم كانوا يحتفظون به للطوارئ، ووضع لهم طوارئ مخيفة، وهى عمل حساب نفقات ظهور أعراض الفيروس وهو بداية رحلة طويلة قد تنتهى إلى الآخرة أو تؤسس لحياة جديدة، قابلها الناس بالرثاء لحالهم، البعض اعتبر أن الموت بكورونا نجاة من الحياة الصعبة، والبعض حوّل الكمامات إلى كروت دعوة لحضور حفل الزفاف كتب عليها من الداخل اسمى العروس والعريس فى اشارة إلى أن كورونا أصبح يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة، البعض اعتبر أن لكورونا ايجابيات كما أن له سلبيات، فقد جعل الناس تهتم بالنظافة فى غسل الأيدى عدة مرات، والتوقف عن عادة المبوسة التى تفشت فى المجتمع المصرى بشكل كبير عمال على بطال للتعبير عن المحبة والشوق بين الأحباب والأصدقاء فتكون الفيلات هى ساعى البريد الذى يسلم الرسالة الحارة إلى المتلقى من المرسل، كما نجح كورونا فى لم شمل الأسرة بعد أن كان الأب والأبناء لا يلتقون إلا فى المناسبات رغم أنهم يعيشون تحت سقف واحد، ولكن لقاءات كورونا كانت ممزوجة بالخوف فى ظل التباعد الاجتماعى، ويا حسرة لو كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالفيروس، فيعامل معاملة جافة، خاصة، قاسية تشبه معاملة المنبوذين رغم أنها هى وسيلة العلاج لضمان عدم انتقال الفيروس إلى باقى أفراد الأسرة، ولا يخفى أن كورونا فى بداية ظهورها، صاحبها حالة تنمر شديدة بالمصابين، كانوا غير مرغوب فيهم من باقى السكان ومن أسرهم أيضًا، الموتى بكورونا كانوا يواجهون حالة استنكار وصلت إلى صراع على دفنهم فى المقابر خشية انتقال المرض إلى المناطق القريبة.

باختصار «كورونا» أخذ فى طريقه بهجة الحياة، وفرحة الأعياد، المقاهى رغم أنها أعيد افتتاحها إلا أنها خالية من الزبائن بعد أن كانت تشغى بالأصدقاء. الحسنة الوحيدة أن الغالبية من مدخنى الشيشة أقلعوا عن هذه العادة الضارة بالصحة رغمًا عنهم، الجلوس على المقهى هذه الأيام أصبح مغامرة، الشواطئ والمنتزهات والحدائق العامة مغلقة بالضبة والمفتاح، المراكب تحلم بالانطلاق على صفحة النيل الخالد ولكن شبح كورونا يحاصرها، الحقائب والمكاتب أصبحت محشوة بالمطهرات والماسكات أكثر من الكتب والأوراق، كورونا علّم الناس الصبر الممزوج بفقدان الأمل فى انقشاع الجائحة، مساحة الإحباط أصبحت أكبر من الارتياح والأمل فى فك القيود والعودة إلى الحياة الطبيعية، حياة ما قبل كورونا.

الواقع يقول إن اللى انكسر لا يمكن إصلاحه بالكامل وعلى الجميع الاستعداد لحياة ما بعد كورونا إذا كان فيها بعد فى ظل التصريحات المتضاربة التى نسمعها كل يوم والتى تؤكد أن السياسة دخلت من باب كورونا لتخويف شعوب العالم، كلام المدير العام للصحة العالمية تيدروس جيريسوس الاثيوبى الجنسية غير مطمئن، هذا الرجل أعتقد أنه عقد صفقة مع كورونا، كل يوم يعيد البشرية إلى المربع صفر، كأنه شريك فى مخطط لتركيع العالم لحسابات لا يعرفها إلا من يتمركزون فى حلقة ضيقة، صحيح أن كورونا غزا العالم، وقتل وأصاب ومازال، ولكن تعليقات السيد تيدروس منفرة ليس فيها بارقة أمل لانقشاع هذه الجائحة، رغم أنه ومنظمته مسئولون عن تفشى هذا الوباء بهذه الصورة لأنه تعامل معه باستهتار شديد من البداية على أنه وباء وليس جائحة، فمرة يفرحنا ومرة يبكينا وهو يحاول اليوم وضع البشر فى كل دول العالم تحت رحمة منظمته ربما لخلافه مع ترامب الذى قرر عدم التعاون مع المنظمة أو لأنه يريد فرض الخوف على المواطنين، وحبسهم فى المنازل، قد تكون هذه السياسة مميتة ويريد أن يجعلها دائمة لتنفيذ أهداف ما!!!

تيدروس صرح فى آخر كلام له بأنه لا يوجد حل سحرى لمواجهة الوباء وقال أيضًا قد لا يوجد حل لأزمة الفيروس حاليًا، غير أن «ترامب» أقحم السياسة فى أزمة كورونا حيث يسعى لطرح لقاح ضد كورونا قبل الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر القادم، لزيادة شعبيته، ارحمونا يرحمكم الله.