رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بين ليلة وضحاها دفعت جائحة كوفيد-١٩ بمئات ملايين الطلاب والتلاميذ عبر العالم إلى اللجوء إلى التعلم عن بعد، فمنهم من كان مستعداً لخوض التجربة بينما واجه البعض الآخر عقبات كثيرة كما كشفت فترة العزل الصحى والتباعد الاجتماعى التى يعيشها العالم منذ أسابيع عن صعوبات عدة وقفت أمام تنفيذ إجراءات التعلم عن بعد حتى فى بعض الدول المتقدمة، ومن هذه الصعوبات أن الجميع لا يحظى بإرسال جيد للإنترنت، حيث يعد التواصل عبر الإنترنت الشرط الأساسى لإتاحة التعلم عن بعد فى وقتنا الحالى.

وقد شهدت شبكات الإنترنت أعطالاً كبيرة بسبب مكوث غالبية المواطنين فى منازلهم ولجوئهم للشبكة العنكبوتية بكثرة للعمل أو التعلم أو التسلية ما أدى إلى بطئه وتعذر اتصال الطلاب أحياناً بمنصات الدروس الافتراضية والتواصل المباشر مع المحاضرين.

من صعوبات التعلم عن بعد أيضاً التى ظهرت الأيام الماضية أنه لا يتوافر لجميع التلاميذ حاسب أو لابتوب شخصى فى المنزل ما أدى إلى استنتاجات منها أن ضرورة التعلم عن بعد فى وقتنا الراهن كشفت عن تفاوت اجتماعى بين التلاميذ، فكثيرون لا يتوافر لديهم حاسب شخصى ويجدون أنفسهم مضطرين لتقاسم ساعات الدراسة مع آخرين قد يستعملونه بدورهم للعمل عن بعد.

وفى إطار حديثى عن أمثلة واقعية لصعوبات التعليم عن بعد نجد أن بعض أولياء الأمور ليسوا معلمين وهذه صعوبة أخرى أبرزها التعلم عن بعد هى لجوء الطلاب إلى مساعدة أولياء أمورهم (لاسيما فى مراحل التعليم قبل الجامعى) فى سد ثغرات غياب المعلم الأمر الذى كشف أيضاً عن تفاوت اجتماعى بين من يقدر على تعليم أبنائه ومن لا يملك المؤهلات لذلك، وقد أعرب كثير من أولياء الأمور عن وجود صعوبات عندهم فى شرح الدروس وحل التمارين مع أبنائهم، الأمر الذى كشف عن أهمية المعلم ورفع من قيمة التعليم الذى يعد علماً بحد ذاته يتطلب مؤهلات خاصة.

على الجانب الآخر وبالرغم من أن التعلم عن بعد قد يكون الحل الأمثل فى الحاضر والمستقبل فى ظل أزمة جائحة كورونا المستجد وعلى الرغم من الحقيقة فإن بث المواد التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية سيزيد من فرص استيعاب الطالب أكثر لأنه يستمع ويشاهد المادة التعليمية أكثر من مرة وفى الوقت الذى يريده إلا أن بعض المعلمين لا يتوقعون تطوراً فى اتجاه استخدام مكثف له فى المستقبل، وأكدوا على أهمية التفاعل المباشر بين الدارسين فيما بينهم وضرورة تفاعلهم المباشر مع المعلم فى عملية تطور التلميذ واكتسابه المعرفة، كما أكدوا على ضرورة تدخل الأسرة بشكل مباشر خلال التوقيت الذى يتلقى فيه الطالب الدروس التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية، وذلك لمراقبته ومتابعته جيداً ومعرفة مدى استيعابه خاصة خلال مرحلة ما قبل قدوم فترة الاختبارات.. وللحديث بقية إن شاء الله عز وجل.

[email protected]