رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

كل من قالوا إن بناة الأهرامات والآثار الفرعونية هى كائنات فضائية.. فهو فى الحقيقة ينكر على المصريين، سواء القدماء أو الحاليين قدرتهم على بناء شيء عظيم.. وهو قول جارح يتردد دائما منذ عشرات السنين.. وحاول الأثريون المصريون، من أول العالم الكبير سليم حسن وحتى أصغر باحث فى الآثار حاليا، نفى هذه التهمة المؤلمة والتأكيد على شيئين.. أن المصريين هم بناة هذه الحضارة المصرية، وإننا أحفاد هؤلاء العظام ولا أحد غيرهم.. ولكن!

مازال الكثير يردد هذه الأكذوبة.. وينقسم الذين ينكرون على المصريين بناء هذه الحضارة العظيمة إلى ثلاثة أنواع.. أولهم علماء المصريات الغربيون وكتاب الرحلات الأوائل الذين جاءوا إلى مصر فى بداية القرن الثالث عشر، وكان معظمهم يقومون بسرقة وتهريب الآثار وكانت كتاباتهم على أهميتها تتضمن الكثير من الأخطاء، ولكن لبعضهم إسهامات علمية كبيرة.. وهؤلاء العلماء والمغامرون شاهدوا الحياة اليومية الفقيرة للمصريين فى ذلك الوقت.. فكانت أول فكرة رسخت فى أذهانهم استحالة أن يكون هذا الشعب من نسل من أبدعوا هذه الآثار.. وعندما فشلوا فى معرفة أسرار هذه الحضارة بمقاييس ما وصلت إليه حضارتهم من علم ومعرفة.. قال بعضهم إن كائنات فضائية هى التى بنت هذه الأهرامات والمعابد وليسوا المصريين!

والنوع الثانى..هم اليهود الذين يحاولون الحضارة المصرية وخصوصا الأهرامات، ونسبها إلى أنفسهم.. كما سرقوا فلسطين واغتصبوا حقوق الآخرين.. وكلنا يتذكر ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن بعد توقيع معاهدة «كامب ديفيد» أثناء المؤتمر الصحفى لإعلان المعاهدة 1978 فى وجود الرئيس السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر: «إن الجهد الذى بذله جيمى كارتر فى الاتفاقية أكثر من الجهد الذى بذله أجدادنا فى بناء الأهرام».. وكرر «بيجن» نفس المعنى عام 1979 عندما قال: أنا سعيد لزيارة مصر وإنى أشاهد الأهرامات التى بناها اليهود. والحقيقة أن هذه المزاعم التى مازال يرددها اليهود حتى الآن لا تحتاج إلى جهد كبير إلى نفيها ويكفى الرد عليها بفكرة بسيطة وهى أن اليهود الذين خرجوا من مصر لم يبنوا خارجها أثرًا واحدا يدل على أنهم بناة الحضارة المصرية، وهم لم يكونوا سوى مجموعة من اللصوص الذين سرقوا اثناء خروجهم كل الذهب والمجوهرات والحلى والاموال المصرية.. وظلوا هائمين فى البرية يرعون الأغنام وينامون فى الخيام.. فإذا كانوا صناع الحضارة المصرية كما يزعمون الآن كانوا على الأقل تركوا آثارا تشبه الآثار المصرية فى أرضهم الجديدة!

أما النوع الثالث.. فهم المغامرون ولصوص الآثار.. وانضم إليهم مؤخرًا المليارديرات من تجار الفضاء، وذلك لإضفاء الغرابة والتشويق على أعمالهم.. ومنهم الأمريكى إيلون ماسك، رئيس شركة «سبيس إكس» لتصنيع مركبات الفضاء وإطلاق البعثات الفضائية، الذى تحاول شركته تنظيم رحلات سياحية للأغنياء إلى الفضاء.. ويبدو كنوع من الترويج لشركته قال فى تغريدة على حسابه الشخصى بموقع «تويتر»: «من الواضح أن كائنات فضائية بنت الأهرامات». وأضاف فى تغريدة أخرى: «الفرعون رمسيس الثانى كان كائنا فضائيا».. وواضح أنه يريد التسويق للرحلات التى تسعى شركته إلى تنظيمها إلى الفضاء وكأنه أراد أن يقول لمن سيذهب فى هذه الرحلة إنه يمكن أن يلتقى بالكائنات التى قامت ببناء الأهرامات!

المهم.. أن كل هذه الادعاءات فى حقيقتها هى نوع من الاستكثار على المصريين صناعة هذه الحضارة العظيمة.. ولكن، وللأسف، هناك صور لهذه الادعاءات فى الواقع.. فعلماء وخبراء المصريات الغربيين الذين مازالوا يبحثون عن الآثار فى مصر لا يعمل معهم من المصريين سوى العمال الصعايدة فى رفع الرمال والأحجار.. وكذلك السياح، الذين يزورون مصر.. من يقابلون من المصريين فى المطار أو عند الأهرامات وفى البازارات والأسواق؟.. مما يجعلهم يتساءلون فى استنكار: هل هؤلاء فعلًا أحفاد الفراعنة؟!

[email protected]