رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

بظهور وسائل التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك وتويتر والواتس أب وغيرها ظهر نوع جديد من السلوك لدى فئات من البشر يطلق عليه التنمر الإلكترونى Cyber bullying وهو نوع من أنواع العدوان ولكنه أشد ضررا وأعمق تأثيرا.. وهذا الاسم توصيفى دلالة على تحول السلوك الانسانى لسلوك مشابه للسلوك الحيوانى فى الغابة حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للقوة ولا مراعاة لخلق قويم أو سلوك فاضل.

وتتنوع مظاهر هذا التنمر ما بين الفتاة المسكينة زلابية التى تم فسخ خطوبتها بسبب تسريب صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعى والسخرية من هيئتها وشكلها مرورا بالاستهزاء بشقيقة محمد رمضان بسبب لون بشرتها يوم فرحها....وغيره وغيره من الحوادث التى تقع يوميا بشكل مفرط على الفيسبوك ويكون هدفها التنمر والسخرية والاستهزاء من طرف لطرف آخر بسبب شكله أو هيئته أو اسمرار لون بشرته أو أدائه المهنى أو ملابسه أو فقره أو بلده.. الخ. كل ذلك يدق ناقوس الخطر خصوصا فى البلدان العربية بسبب خطورة تلك الظاهرة وتفشيها على النواحى الاجتماعية والسياسية والرياضية والشخصية....فكتابة رسائل محتوية على كلمات مسيئة أو سخرية أو تهديد أو نشر شائعات أو افتراءات أو شتائم أو نشر معلومات شخصية أو صور محرجة تدل على عدم التحكم الانفعالى فى عواطف الفرد وتفكيره فيتخذ ردود أفعال تتسم بالإفراط فى الاستثارة الانفعالية أو العداء أو السخرية أو التنمر على طرف آخر قد يكون مشهورًا أو ضعيفًا أو مختلفًا أو أصغر سنا أو أقل مكانة اجتماعية يمثل عدم سواء فى الشخصية الانسانية. حيث إن المتنمر قد يكون مختفيا تحت هوية مزيفة وقد يكون ذكرا أو أنثى.

والتنمر الالكترونى ليس له حدود فى الوقت أو المسافة ولكى يحدث فلابد من وجود ما يطلق عليه مثلث التنمر المتمثل فى ( متنمر–وضحية لهذا التنمر–ومتفرجين أو مشاهدين للفعل الذى يوصف بالتنمر). وهى تمثل ثقافة مجتمع فى الأول والآخر. فهو عدوان مقصود متعمد أو عمل عدائى غير ودى أو تهديد بالضرر المتكرر أو الإيذاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعى لطرفين غير متماثلين فى القوة يمثلان المعتدى بالتنمر وضحيته بغض النظر عن أية مقاييس أخرى. ومن خصائص شخصية الفرد الذى يقوم بالتنمر أنه أكثر عدوانية فى حل مشاكله ويعانى من الاكتئاب أو الخوف أو القلق ولديه نقص فى المهارات الاجتماعية ولكنه ماهر فى استخدام التكنولوجيا، وقد تعرّض هو نفسه لأشكال مختلفة من التنمر وكان ضحية لها. كما أن الرغبة فى إقامة علاقات عاطفية افتراضية وتفريغ الشحنات العاطفية والفراغ الاجتماعى والبطالة من أسباب زيادة حالات التنمر بين مستخدمى الفيسبوك.

وعلى الرغم من مزايا وسائل التواصل الاجتماعى ومميزاتها الايجابية حيث أحدثت ثورة تكنولوجية لتبادل المعلومات فى وقت قصير وبمنتهى السهولة وفى شتى مجالات المعرفة، إلا أنه من ضمن الجوانب السلبية المتعددة لها ضعف التواصل الاسرى والعائلى، والقضاء على الخصوصية وتغير القيم الاجتماعية والتنمر الالكترونى، وسلوكيات مرفوضة اجتماعيا مثل التجسس على الافراد والمؤسسات مما يعد جرائم كما ظهر انتشار العنف اللفظى والشتائم والعنصرية وسلوكيات الاهانة أو الاحتقار أو السخرية والاستهزاء بسبب لون البشرة أو الشكل أو الدين مما يفكك أواصر المجتمع. ومن هنا يلزم تفعيل القوانين الرادعة لممارسى التنمر الالكترونى بكافة أشكاله وتثقيف الأسر المستمر لأبنائها بخصوص هذه المشكلة وتعزيز الثقة بالنفس لديهم،وإتاحة مساحة من الثقة ليصارحوهم اذا ما تعرضوا لواحدة من هذه الحالات، وتوعية أفراد المجتمع عن طريق البرامج والاعلام والحلقات النقاشية والميديا المسموعة والمقروءة والمصورة. حتى يمكن تقليل الآثار المترتبة على هذه الظاهرة السيئة. حفظ الله مصر من كل سوء.

--

مدرس علم النفس جامعة الإسكندرية